ست سنوات من المواجهة، واليوم، هدهد اليمن يأتينا بكل نبأ سعيد..
ست سنوات يقاسي اليمنيون نيران العدوان والصلف السعودي، ولكنهم عبروا الصعاب وقلبوا المعادلات، فكسبت المنطقة على أيديهم مزيدا من الـ منعة بوجه كل احتلال، كما فعلت فلسطين ولبنان وسوريا والعراق .. وحيثما يكن مظلوم في العالم يكفي أن ينظر الى أبناء اليمن، ليعلم كيف يرص الصبر على الصبر.
اليوم، عرض الجيش اليمني حصاد صموده فسمعنا طقطقة مفاصل محمد بن سلمان، وصرير أسنان حلفائه في العدوان، وما زلنا نسمع صوت هزات أرامكو التي يسخن الصفيح تحتها بنيران المسيرات والبالستي الدقيق. هذه الشركة التي هي عصب السعودي وشريان ماله، خسرت أربعة وأربعين في المئة من أرباحها خلال العام 2020، وفي لعبة مكشوفة ورخيصة بررت أرامكو تراجعها باجتياح كورونا للعالم ، فأين إقرارها بالخسائر الناجمة عن الهجمات اليمنية ، وعن تراجع سمعتها الآمنة للاستثمار، وعن الإطاحة بإكتتاب الحصص فيها، وعن تأرجح تصنيفها الائتماني؟.
في لبنان، يصنف يوم الغد باليوم الحساس حكوميا، والسبب لقاء مقرر يجمع رئيس الجمهورية والرئيس المكلف في بعبدا، ليستمع كل منهما للاخر مجددا حول معاييره للتاليف، في ظل اتساع رقعة المطالبين من بين القوى السياسية بعدم الوقوف عند عدد محدد للحقائب، حرصا على الخروج مما يمر به لبنان من مآس وأزمات..
ومن بين العتمة المخيمة على وطننا، يسطع الأمل الدائم بالحياة في عيد الأم الذي حاصرته الظروف القاسية، ولكنها لم تقو على سلب معانيه ورسائله. فإلى كل الامهات التحية لكن في بيوتكن، في أعمالكن، وفي كل مجالات الكفاح، وعند ضرائح أبنائكن الشهداء، وقرب أسرة اولادكن الجرحى والمرضى. في يومكن لنا طلب وحيد: نرجوكن أكثرن من الدعاء لهذا البلد فدعاؤكن سلاح، وصمودكن باب لنجاة الجميع، ونعرف أنكن لا تجزعن، وانكن اذا أمسكتن بأيدي أحبابكن يأمنون المخاوف ومر الحياة .. نرجوكن، انظرن بعيوننا ، وازرعن فينا الثبات والاطمئنان، عسانا ننجو جميعا..