أكدت المملكة الأردنية وأد الفتنة في مهدها، وقوامها شخصيات داخلية تعيش الأوهام والامنيات، وقوى خارجية تريد شرا بالبلاد، بحسب الخارجية الاردنية التي اتهمت صراحة ولي العهد السابق الأمير حمزة بن الحسين بالوقوف خلف المؤامرة، إلا أنها أحجمت عن تسمية الجهات الخارجية الضالعة في حياكتها، لكنها أوردت أسماء متورطة معروفة بعلاقاتها الخليجية، كرئيس الديوان السابق باسم عوض الله، والشريف حسن بن زيد.
والى أن تتضح الأمور في المملكة، فإن الواضح أن الاعتقالات طالت شخصيات محسوبة على محمد بن سلمان. فهل ما كان يخطط للاردن تكملة لسياسة ولي العهد السعودي بالعبث في ملفات أمنية وإقتصادية وسياسية في المنطقة، على شاكلة ما جرى في سوريا والعراق، والان في اليمن؟، وهل جاء دور الاردن؟، وماذا عن الدور الإسرائيلي؟.
صحيفة “يديعوت أحرنوت” نقلت عن مصادر أسمتها بالرفيعة جدا في عمان، أن السعودية واحدى إمارات الخليج قد شاركتا من وراء الكواليس بمحاولة الانقلاب، كما ذكرت صحافة العدو أن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، كان على علم بمحاولة الإنقلاب على حليفه الدائم، وأن بريطانيا هي من كشفت محاولة الإطاحة بالملك عبد الله.
وأيا تكن حقيقة الوضع، سواء أكان الملك الاردني وجد فرصة مناسبة، وقام بخطوة استباقية للتخلص من خصومه، أم أن البلد كان فعلا أمام محاولة إنقلابية، فان ما جرى يطرح تساؤلات، لماذا الان؟، وهل الأمر مرتبط بحقبة دونالد ترامب الذي كان أطلق يدي ابن سلمان في غير بلد، وإذا كان الأمر كذلك، هل تشير الضربة الاردنية الى رفع الإدارة الأميركية الحالية، التغطية عن ممارسات كهذه لمحمد بن سلمان في الإقليم، وإن كان الوضع كذلك، فهل ينسحب الامر على بقية وكلاء ولي العهد السعودي في المنطقة.
ولبنان الذي احتفل بالفصح اليوم على رجاء قيام حكومة جديدة، لإحياء ما تبقى من جسد الدولة المثقل بالأمراض والازمات قبل فوات الاوان.