هي قبلة الآمال كما قبلة الجهاد، لياليها المباركة وصلت أهل الأرض بالسماء مع هتافات المقدسيين والفلسطينيين، الذين يعملون على تعبيد الطريق اليها بالدماء والثبات. هي القدس مسرى الأنبياء، تسري اليها قلوب أهل الأمة المؤمنين بقداستها وسمو قضيتها، لتصطف عند محاريبها الى جانب المرابطين في ساحاتها.
هي القدس قبلة الحدث الذي يكتبه أهلها على جدرانها كتاريخ جديد يخشاه الصهاينة والمطبعون، ويقفون أمامه عاجزين رغم كل جبروتهم وإرهابهم. هي القدس التي تحيي ليالي شهر رمضان المبارك بالجهاد ونهاره بالدعاء، من البلدة القديمة الى حارة الشرف، ومن باب العمود الى الشيخ جراح، الذي عمق أهله جرح المحتل وخيبته بثباتهم عند حقهم وحفاظهم على الهوية والقضية.
عشرات الجرحى والمعتقلين، وما زالت القدس معقل الانتفاضة الجديدة التي تحاكي أسمى عناوين المقاومة، إليها يشد الفلسطينيون الرحال، والمقاومون أحزمة الجهاد، مع رسائل قيادات المقاومة الواضحة التي حذرت نتنياهو من التمادي بهذه الحماقة، فيد غزة على الزناد، وبالوناتها الحارقة عادت كرسائل أولية عسى أن يعلم بأن استفاقة الامة ستكون عبر صرخات أهل القدس.
أهل لبنان الغارقون بكل أنواع الأزمات، لم يغفلهم عن القدس وقضيتها صخب الملفات، فحياها الرؤساء الثلاثة وأهلها المنتفضين الذين يدافعون عن شرف الأمة.
في الازمة اللبنانية المدفوعة الى حد الانفجار، ما زال شبح العتمة يخيم على المواطنين المترقبين، فيما تجار الهيكل ما يزالون يهندسون ماليا على أوجاع اللبنانيين تعينهم فوضى المسؤولين بمقاربة الملفات، لا سيما قضية رفع الدعم الذي بدأه حاكم مصرف لبنان وفرضه على الدولة وشعبها من طرف واحد.