على طريق القدس استحالت النكبة عزة، وعلى أكتاف المجد سمت آيات غزة، في بضع سنين لله الامر من قبل ومن بعد، أما بعد فسيفرح المؤمنون بنصر الله الذي تخطه زنود رجاله من المجاهدين الفلسطينيين والشبان الثائرين، واولائك الصابرين المحتسبين – حتى يأذن الله بفتح قريب..
ثلاثة وسبعون عاما على نكبة فلسطين، حولتها صواريخ غزة وصرخات أهل الداخل والضفة مناسبة ابتهاج وعزة، نكبت العدو الصهيوني بأمنه ومستوطنيه وسياسييه ومفكريه الذين باتوا يقرأون بكل جد، أن كيانهم دخل الزمن الصعب..
ليس أصعب من مشاهد تل ابيب وهي تحترق، سوى جنودها المختبئين على قارعة الطريق من صواريخ المقاومة، وليس أصعب من الإرباك السياسي الصهيوني الواضح، سوى ذاك الأمني والعسكري المتخبط بين فشل الخطط العسكرية ومحاولات الهروب الى الأمام، عبر استهداف المدنيين الفلسطينيين في غزة والضفة..
على مخيم الشاطئ رست أبشع مجزرة صهيونية في هذه الجولة، عشرات الأطفال والنساء بين شهيد وجريح قضوا بغارات صهيونية همجية على منازل لعائلة أبو حطب، فردت المقاومة محطمة عنهجهية الصهاينة في شوارع تل أبيب وعسقلان وغوش دان، ومتوعدة بالمزيد إذا ما تمادى العدو بغيه وإجرامه..
وبغاية الحماسة وهتافات الجهاد والنضال كانت الجماهير العربية تهتف للقدس وفلسطين، من الاردن الى باريس، ومن لندن الى مدريد، ومن تورينو الإيطالية الى بروكسل البلجيكية، ومن بغداد الى بلدان المغرب العربي، أما التضامن اللبناني مع القدس وغزة وفلسطين فهو بطعم المقاومة والتضحيات والدماء التي سالت معبدة الطريق الى القدس لا محالة..
زرعت الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة بالشيب والشباب ورفعت الرايات والهتافات، فيما كانت روح الشهيد محمد طحان أبرز الحاضرين، بينما جثمانه الطاهر يودعه محبوه الى مثواه الأخير في بلدته عدلون الجنوبية، مع التأكيد أن المقاومة هي السبيل الوحيد للوصول الى القدس الشريف..