مع شارة النصر وبشارة التحرير، أتم الفلسطينيون ميقات يوم جديد على هزيمة المحتلين، فبنوا فوق ركام منازلهم أبراجا من المكاسب السياسية والميدانية، فيما لا يزال الصهاينة يبحثون بين ركام خيباتهم عما يشد عضد مستوطنيهم، وكبار محلليهم الذين قرأوا هذه المرة هزيمة مريرة، تؤسس لنكبتهم الموعودة..
هو فجر جديد لفلسطين والأمة يتابعه العالم بكثير من الجدية والواقعية، ويستبشر به العارفون مقدمة للوعود الإلهية بنصرة الحق وأهله..
أهل الكيان العبري يحاولون إطفاء النار التي امتدت الى بيتهم الداخلي، بعد أن خمدت مع الفلسطينيين لكن دون جدوى، فبدأوا إقامة المحاكم السياسية لحكومة بنيامين نتنياهو وقياداتها الأمنية والعسكرية. عند لازمة فقدان الأمان يجمع المستوطنون والمحللون، وبعنوان الفشل يطبع الصهاينة مرحلتهم هذه، مع كثير من القلق من المرحلة المقبلة، التي أسس لها انتصار الفلسطينيين بمقاومتهم وصمود أبنائهم من غزة الى الضفة والقدس والأراضي المحتلة عام ثمانية وأربعين.
أعراس النصر على امتداد فلسطين ومن شاركها هذا الإنجاز العظيم، فما جرى ليس انتصارا عاديا بل محطة استراتيجية ومنعطف تاريخي وأمر كبير جدا يؤسس عليه، كما قال نائب الأمين العام ل”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، الذي كشف خلال حديث ل”إذاعة النور” عن الاتصالات اليومية بين المقاومين الفلسطينيين والمقاومة في لبنان، التي أكدت لهم المساندة بكل الإمكانات في الوقت المناسب، وبالماهية التي يحددونها..
في لبنان خرق محدود للجمود السياسي عبر نقاش رسالة رئيس الجمهورية الى المجلس النيابي، فكانت كلمات برسائل كثيرة حملت من الاحتقان ما لا يمكن اخفاؤه، ومن العبارات ما لا يشير الى هدوء سياسي قد يساهم بحل الأزمة، أما رسالة الرئيس نبيه بري فأكدت على ضرورة مضي الرئيس المكلف سريعا لتشكيل الحكومة بالاتفاق مع رئيس الجمهورية، فيما دعا رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد الجميع الى “تبادل التنازلات وتشكيل الحكومة اليوم قبل الغد، فكلفة عدم التوافق أعمق بكثير مما نتوقع” بحسب النائب رعد ..