IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”المنار” المسائية ليوم السبت في 2021/07/03

استبدل اللبنانيون قصتهم مع ابريق الزيت بقصتهم مع صفيحة البانزين، وثبتوها رقما صعبا في طابور أزماتهم اليومية الذي يبدو أنه باق ويتمدد بفعل فاعل.

رفع سعر الصفيحة وتم تدفيع المواطن الثمن، وحضرت البواخر بقدرة قادر وأفرغت حمولتها في خزانات الشركات المعروفة والمعدودة، لكن أين البنزين؟، ولماذا لا تزال الطوابير تنمو وتكبر؟. سؤال بات من الكبائر إن وجه للمعنيين من أجهزة قضائية وأمنية وإدارية، نسيت أنها معنية عن الأمن الاجتماعي بل السلم الأهلي، وهي كأنها استسلمت او سلمت لهؤلاء المتحكمين بأعصاب الناس ومصيرهم، من شركات الاحتكار النفطي – التي هي توأم لأخواتها في مختلف القطاعات الحياتية اليومية، ومرتبطة بحبل السرة السياسي مع نافذين.

على الوعد يبقى اللبناني، و”إن لم تنته الأزمة الاثنين.. فالخميس”، هي لازمة المعنيين الضاربين لمواعيد عرقوب لحل هذه المعضلة النفطية المسيطرة على البنزين والمازوت والكهرباء.

وإن لم تكن الحجة سياسية فإدارية، لتهشيل كل عروض الحل التي تعرض على لبنان، فالطرح الروسي الجدي ما زال يقاوم من أجل إثبات الحضور، والعرض الإيراني محاصر بحقد بعض المعنيين على الشعب اللبناني قبل الدولة الإيرانية، وامدادات النفط العراقي عالقة عند مجهول. لكن كله معلوم، واسألوا ديفد هيل الذي بشر اللبنانيين بالأمس بالانفجار الكبير.

انفجار ذخر له هيل ومعه أدواته كل شيء، من حصار وعقوبات وتحكم بالوضع المالي عبر حاكم المال، واستخدام كارتيلات الاحتكار التي تعمل في خدمة جشعها المتقاطع مع رغبة هيل وإدارته.

طبيا وخلافا لرغبة اللبنانيين، عادت كورونا لتخيم برعبها على المشهد عبر متحورها “دلتا الهندية” المعروف بسرعة انتشاره، في وقت أصابت تداعيات الأزمات المحلية القطاع الصحي بكدمات بليغة ما سيصعب عليه مهمة مجابهة الموجة الجديدة، ولا بديل سوى رفع المسؤولية الفردية والجماعية عند اللبنانيين، لمواجهة السيناريو الأسوأ.

ورغم كل الوجع الذي يعانيه لبنان واللبنانيون، فإن مواجهة الأزمات المتكدسة ما زالت ممكنة وإن تدريجيا، لكن إن صدقت النوايا ورتبت الاولويات، وأولى الخطوات تشكيل حكومة في الوقت الذي بات قاتلا، والأنظار تتطلع لرؤية الرئيس المكلف في بيروت.