كل الطرق اللبنانية صعبة، السياسية منها والاقتصادية او المالية او الاجتماعية، ولا من يريد ان يخفف من معاناة اللبنانيين شيئا.
بعدما رهن البلد واهله وقوتهم اليومي بيد حفنة من المحتكرين في شتى القطاعات الاقتصادية والسياسية، استوى الناس على ازمة متشعبة ومترامية الاطراف، وباتت سرقة اللبنانيين على المكشوف عبر النفط المدعوم والمفقود، والدواء المحجوز والرغيف المنهوب، وكلمة السر الدولار الذي يتحكم به حاكم المال ومن خلاله بالبلد واهله.
بلد اعلنت اليوم السفارتان الاميركية والفرنسية في بيان لهما الانتداب السياسي الذي كان بالخفاء وبات بكل وقاحة وعلى العيان.
“دوريثي شيا” و”آل غريو” ستذهبان الى الرياض لنقاش الازمة اللبنانية وكيفية مساعدة هذا البلد سياسيا – خبر ولا في الخيال السياسي او الدبلوماسي، وما كان ليكون الا عندما يذهب مندوب سام لدولة الانتداب للتفاوض باسم او على الدولة المنتدبة.
فاين السياديون والاحرار والمنتفضون والثوار، واهل الحمية السياسية واسياد الجبل وكل أدعياء السيادة والحرية والاستقلال. ثم من سيبحث مع من وباسم من؟
هي اقل ما يقال انها فضيحة سياسية ودبلوماسية، لكنها تكشف من يعطل ومن يفاوض ومن ينازل على هذا البلد الذي اهانت سفيرة فيه رئيس حكومته يوم طلب المساعدة، وتنصب نفسها اليوم وصية على البلد وحكومته.
فاين الحكمة من كل هذا يا سادة؟ واين السادة السياسيون الذين يتفاوضون على الحكومة وتشكيلها؟ وهل من ينتفض لما تبقى من هيبة وطن أذل كل انتداب واحتلال وأذله سياسيوه؟
بعز رحل اليوم المناضل الفلسطيني والمقاوم العروبي الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة احمد جبريل – ابو جهاد، رحل بعد تاريخ من الجهاد والنضال على طريق القدس وفلسطين، دون ان يسلم او يستسلم، رحل في عاصمة المقاومة دمشق، مضحيا حتى الرمق الاخير وابا للشهداء والمجاهدين. ستفتقده فلسطين وسيتلقاه ترابها المحرر ولو بعد حين..