IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”المنار” المسائية ليوم الثلثاء في 20/07/2021

رمى الحجيج جمراتهم على الشياطين، وقدموا الأضاحي وقصروا شعورهم وفق المناسك والتعاليم، فيما شياطين الأمة لم يقصروا عن رمي جمرات حقدهم على كل من خالفهم الرأي، بل على الموالين لهم قبل المعارضين.

أبعد من فضيحة كشفها “بيغاسوس” pegasus الإسرائيلي يوم أداره السعودي والإماراتي، فبرنامج التجسس هذا سلطه محمد بن سلمان على اللبنانيين، وفق ما كشفه الفرنسيون ضمن فضيحة هي الاصعب منذ قرار ولي العهد السعودي قتل الصحفي المعارض جمال الخاشقجي.

بالمقدمة نفسها التي بدأها في قضية الخاشقجي – أي التجسس على هاتفه، بدأ بن سلمان برنامج التجسس في لبنان، كما فصلت صحيفة “لوموند” الفرنسية. فبرنامج “بيغاسوس” pegasus الذي اشترته السعودية والامارات من شركة إسرائيلية، استخدمته للتجسس على رئيس الجمهورية اللبنانية، ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري ورؤساء أحزاب موالية له واخرى معارضة، ونواب ووزراء وقادة أمنيين، وعدد من الصحفيين.

وما يفوق الفضيحة السعودية- الإماراتية هذه، هو صمت جل اللبنانيين – سياسيين وأمنيين ومسؤولين وإعلاميين – أدعياء السيادة والحرية والعلاقات الأخوية مع السعودية، الذين يحجون الى سفارتها كلما انزعج خاطر المملكة او سفيرها بكلمة او موقف، ولم يجدوا لأنفسهم ولكراماتهم موقفا من هذه الجريمة التي يرتكبها ثنائي التخريب العربي، بحق الدولة اللبنانية ومسؤوليها وأمنها وشعبها.

وعسى أن يكون هذا الدليل الإضافي تأكيدا للمواطنين العاقلين عن نوايا هؤلاء التخريبية بحق لبنان، شركاء الحصار والتجويع والتأزيم السياسي والمالي، المتربصين مع أحقادهم بهذا البلد وأهله.

فيما السؤال الخطير، لماذا هذا التجسس وما هي أهدافه؟، ولماذا ضد الموالين لهم قبل المعارضين؟، هل هو مقدمة للتلاعب الأمني في لبنان عبر اغتيالات وتفجيرات؟، وهل من نوايا للتصعيد بعد أن صمد اللبنانيون في الحرب الاقتصادية المفروضة عليهم الى الآن؟. لعل عند مساعد وزير الخارجية الأميركية السابق ديفد شينكر الجواب، الذي دعا قبل أيام أتباعه في لبنان، للاستعداد للتحركات كما في العام 2005..