ربطت كل الأزمات بفتيل المازوت، ليكون عبره التفجير…
الكل متوقف على هذه المادة التي باتت مفقودة إلا للمحظيين حتى في السوق السوداء. فتعطلت المطاحن، وتهددت المستشفيات، وأطفئت المصانع، وكذلك المولدات، حيث لم يعد ثمة كهرباء – وهي التي كانت وما زالت أزمة الأزمات.
البلد في عتمة والمعنيون في غفلة، والنفط العراقي الموعود غير ملحوظ في حساب المعنيين على خارطة الحلول القريبة، مع إن العقود وقعت، ولكن ليس ثمة من يعطي جوابا عن أين هو هذا النفط؟ ولماذا تأخر الى الآن؟، ولا إلى أين يذهبون بالبلاد؟…
وإن أطاحت العقوبات الاميركية بالكثير من البنيان الاقتصادي اللبناني، فقد أكملت السياسات الاقتصادية الفاسدة وأدواتها على ما تبقى، وهي على كل حال إحدى الأدوات الأميركية الفاعلة بخدمة المشروع التدميري للبنان.
واللافت أن على رغم كل ما يجرى وما زال، وكل الغضب الشعبي والاحتقان المجتمعي… فإن أحدا من المسؤولين الرسميين لم يتحرك لتدارك هذه الأزمة المتفاقمة، ومعها البنزين الذي عادت طوابيره إلى عادتها واستصحبوا الغاز بمادة تفجير، فبات الجميع وكأنهم قد استسلموا لمن يلعب بالنار، بل لمن يضرم بما تبقى من البلد لهيب النار؟…
كل شيء ملتهب إلا الاتصالات الحكومية التي كانت على موعد متوقع بين الرئيس ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، إلا أن اللقاء السابع لم يعقد، فترك للتحليلات الغوص عميقا بحثا عن أسباب، واللافت أن البلد متروك لحرائقه، وأحوج ما يحتاج إلى حكومة، فيما طبختها ما زالت على نار خافتة…
بصوت عال كان إعلان الأمين العام لحركة (عصائب أهل الحق) في العراق، الشيخ قيس الخزعلي، أنهم جزء من معادلة الردع ضد العدو الصهيوني إلى جانب الشعبين اللبناني والفلسطيني، معتبرا أن هذا القرار ينطلق من مصلحة العراق، لأن الكيان العبري هو عدو لكل الشعوب العربية والإسلامية.