هو تغير جديد تختصره مشاهد الطائرة الاميركية التي اقلعت من مطار كابل، فيما يتساقط منها حلفاؤها او ادواتها التي تخلت عنهم عندما قررت الهروب.
هو مشهد رهيب، ارهب حتى الصهاينة الواقفين عند ما يجري كأخطر تطور يؤكد تخلي الولايات المتحدة عن حلفائها متى تقرر الرحيل.
هو عبرة لمن يريد ان يعتبر من ان دولة تسمى عظمى حكمت بلدا لعشرين عاما وانشأت جيشا ودربته وسلحته ولم يصمد عشرين ساعة امام حركة طالبان التي تفاجأت كما قال احد قيادييها بسرعة الانهيار الذي اوصلهم الى العاصمة الافغانية.
فهل من يعتبر في العاصمة اللبنانية وغيرها من اتباع اميركا، الذين لا يزالون يحلقون على اجنحة الوهم الاميركية، ولا يدرون متى يتساقطون كأولئك الافغان، متى ارادت واشنطن التخلي عنهم؟ وهل يحسبون ان طائرة مدير ال”سي اي ايه” وليام برنز التي حطت خلسة في بيروت، ستحمل لهم على اجنحتها غير الاوهام، او غير الخراب الذي يتسبب به الاميركي لكل لبنان، ولن ينجو منه حلفاؤه؟
أما اللبنانيون فلا يزالون عند الآمال التي زرعها الامين العام ل”حزب الله” سماحة السيد حسن نصر الله من الوقوف الى جانبهم لرفع ما امكن من تداعيات الحصار الاميركي، عبر المازوت والبنزين الايراني وكل ما يمكن ان تقدمه الجمهورية الاسلامية الايرانية للشعب اللبناني، وهو ما اكد عليه سفيرها في بيروت محمد جلال فيروزنيا ل”المنار” مع شمول العروض الايرانية لكل اشكال الدعم الطبية والغذائية والنفطية.
البلد المدعوم بايجابية التشكيل الحكومي لم يشهد دخانا ابيض من الاجتماع الذي جمع الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي رغم حديث الرئيس عون عن حكومة خلال الايام القليلة المقبلة، فهل لغبار دوريثي شيا الاسود من منبر بعبدا علاقة بذلك؟ ام ان كلام الرئيس ميقاتي غير المفعم بالايجابية المطلوبة هو لزوم ضرورات التفاوض؟
مصادر متابعة أكدت ان الايجابية ما زالت تطغى على السلبية، وان البحث بات بالاسماء، وتفاءلوا بالخير تجدوه.