واصلت صهاريج العزة مسيرتها الى- وداخل الاراضي اللبنانية، ساعية نحو هدفها بازالة الالم عن اللبنانيين وانقاذهم من عتمة الاميركيين، فاذا كان البعض متألما لكسر الحصار الاميركي واعلاء السيادة اللبنانية، فلينظر الى اعراس النصر التي تقام استقبالا لقوافل كسر الحصار، وليستمع الى وجع الايتام والعجزة في دورهم وهم محرومون من الماء والكهرباء، وليقم بزيارة المستشفيات التي تشتكي ليل نهار من شح المازوت الممنوع عن مرضاهم بتواطؤ من اصحاب القلوب السوداء والمحتكرين والمتحكمين بامر المال.
بكل حكمة وترفع تواصل المقاومة ما امكنها للتخفيف من معاناة اللبنانيين كل اللبنانيين، وقد باشرت سريعا عبر شركة الامانة للمحروقات بتوزيع المازوت المجاني في مرحلته الاولى على دور العجزة ودور الايتام والدفاع المدني والمستشفيات. والهدف ان تحترق مشاريع الحصار بهذا النفط الايراني المتدفق عبر سوريا، ولم يكن الهدف منه ان تتدفق دموع المحزونين على فشل المشروع الاميركي، ولا ان يحترق احد بلهيب العزة اللبنانية. على كل حال القوافل متواصلة والمهمة مستمرة، واول الغيث مازوت. ومع المازوت الايراني وصل الفيول الى معمل الزهراني من العراق الشقيق، الذي قرر اهله وحكومتهم اضاءة شمعة مع الشعب اللبناني، فيما بعض اللبنانيين واقفون عند لعن الظلام.
وعند الحدود البحرية الجنوبية انتهاك صهيوني حتى لاتفاق الاطار الذي رعاه الاميركي والامم المتحدة، فقد دعا الرئيس نبيه بري الى التحقق من التقارير الواردة عن تلزيم الصهاينة لشركة “هاليبرتون” التنقيب عن النفط والغاز في المنطقة المتنازع عليها بين لبنان وفلسطين المحتلة، مستنكرا تلكؤ ومماطلة تحالف شركات “توتال نوفاتك وإيني” في المباشرة بعمليات التنقيب في البلوك رقم 9 من الجانب اللبناني للحدود البحرية، والتي كان من المفترض البدء بها قبل عدة شهور، ما يترك علامات استفهام كبرى.
وحتى تحسم الدولة اللبنانية امرها بالرد على الخطوة الصهيونية، وتسائل الشركات المقصرة، تذكير بالعرض الذي قدمه سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من ان شركة ايرانية، لا تخاف التهديدات الصهيونية ولا تخشاها، محمية بقرار المقاومة، قادرة على استخراج النفط حتى آخر قطرة لبنانية عند الحدود مع فلسطين المحتلة.