كمن حزب القوات في عين الرمانة للوطن، ففداه اهله برموش عيونهم وفلذات قلوبهم وقربان عظيم..
ستة شهداء وعشرات الجرحى اصابهم رصاص القناصين القواتيين المعروفة اسماؤهم المزروعين عن سابق تصور وتصميم فوق اسطح المباني المطلة على الطيونة لاستهداف السلم الاهلي، والانتقام ممن كشف احد اخطر مشاريعهم المتمثلة باختطاف الوطن عبر خطف حقيقة انفجار مرفأ بيروت..
فاي كلام يمكن ان يبرر ما جرى صباح اليوم في منطقة الطيونة على مرأى ومسمع كل الاجهزة الامنية والسياسية والاعلامية ؟ واي ذريعة يمكن ان يتحجج بها القتلة لاطلاقهم النار على رؤوس وصدور متظاهرين سلميين خرجوا للتعبير عن موقف سياسي واضح من مسار التحقيق في جريمة المرفأ ؟ وعلى مواطنين آمنين في بيوتهم لاحقهم اليها القناصون بنيران حقدهم؟
ما حصل اليوم هو فعل اجرامي حقيقي لمن عجز ان يواجه الحجج الدامغة التي فضحت تسييس التحقيق بانفجار المرفأ ومحققه العدلي، فبعد ان لاحت بارقة تصويب لمسار التحقيق بجريمة المرفأ، ارتكب داعمو القاضي طارق البيطار ومحرضوه مجزرتهم، فاصابوا عن غير قصد ورقته، واردوه بالدليل الذي لهج به المتظاهرون من ان هذا القاضي ينفذ ما تريده هذه المنظومة المصرة على اخذ البلد الى الفتنة والتخريب.
ومنعا للفتنة كانت مواقف الحكمة من قيادتي حركة أمل وحزب الله التي حملت القوات اللبنانية المسؤولية عن هذه الجريمة التي استهدفت المتظاهرين السلميين، ودعت الجيش والاجهزة الامنية الى تحمل المسؤولية وتوقيف المتسببين بعمليات القتل ، المعروفين بالاسماء، والمحرضين الذي اداروا هذه العملية المقصودة من الغرف السوداء..
ولمن يريد ان يدير عقارب الساعة الى الوراء، المتلذذ بدماء الابرياء من رجال ونساء، المروع للآمنين والميتم للاطفال، ان اوهام الماضي لن تحييها سفيرة اميركية ولا نائبة لوزير خارجيتها وان اكثرن التهويل على مسامع اللبنانيين، ولن ينقذها بورصات البيترودولار الخاسرة اسهمها على الدوام في المنطقة وفي لبنان..
وان الدم الذي سال اليوم عزيز عند اهله المحتكمين دوما الى القضاء – لكن النظيف منه، والى المؤسسات – متى تقوم بواجباتها.