Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “المنار” المسائية ليوم الأحد في 17/10/2021

حتى لا يتمادى المجرمون في إجرامهم، وكي تكف بنادقهم عن اغتيال الإنسان في ساحات المناداة بالحرية والكرامة والعدالة، وكي تمنع خناجر مريدي الموت عن طعن الوطن وشرفائه، لا بد من الحساب.. حساب من المفترض أن يصدر عن الدولة، عن أجهزتها، عن قضائها ومؤسساتها..

حساب يصر عليه أهالي الشهداء والجرحى وكل مألوم مما اقترفته قوات الغدر، قوات الظلام، قوات الأيام السوداء قوات الفتنة، وقوات الإجرام: ألقاب لصيقة بحزب لم تغسل السنوات وجهه الإجرامي، فلم يخلع بزته الحربية بل جاء هذه المرة مدججا بعيارات أثقل من الحقد والإصرار على إراقة الدم، ومن ثم التباهي بما ارتكب لأن الثمن كبير والدور المرصود له عظيم وعروض الكفيل الأميركي لا ترد ودونها إشعال لبنان وتفتيته..

إنهم مرتزقة الخارج، كما وصفهم رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، وهم أصحاب الضغينة وخيار التآمر على لبنان يبيعون دم اللبنانيين برصاص قناصيهم ليقولوا لمستخدميهم نحن حصانكم الذي يمكنكم أن تراهنوا عليه.. أما المقاومة فكان سبيلها الوعي والتصميم والحرص على التفاهم مع أكبر مكون مسيحي في لبنان لحفظ السلم الأهلي، وقطع الطريق على أي تفكير بالفتنة الداخلية، أكد النائب رعد..

في المشهد، ليس صدفة أن تصل ترددات تباهي المجرمين بمجزرة الطيونة الى تل أبيب وعواصم التطبيع، وليس صدفة أن يسمع نفتالي بينيت يردد العبارات نفسها التي يسمعها اللبنانيون في ساحات التخوين المستثمرة لأوجاعهم وهمومهم من ألسنة عدوانية تخريبية، وفي العروض الإعلامية المكشوفة أثمانا وأهدافا وتضليلا..

إنها الحقيقة التي حفظها العاقلون عن ظهر قلب: مرتكبو المجازر هم جنود الفتنة وضباطها الذي يحنون الى أيام الدم والترهيب والحواجز والبنادق والغدر، والخائضون في مستنقع الحرب يشتاقون دوما الى رائحتها وسمومها، فلا يعلو لديهم في الوطن مصلحة فوق مصلحتهم، ولا يدعون لأحد نجاحا في محاولة الالتقاء والحوار..

وحدها التفاهمات العابرة للبنان تدوم وتحمي، وغير ذلك لم يثبت في التاريخ أبدا أنه كان منجيا من الخراب، وأما حين يقول المجرم للمسيحيين في لبنان انه منقذهم، فعليهم الحذر من بحر الدماء الذي يحضره لهم..