لأن المطلوب علاقات دولية وفق القواعد السليمة، ولان الدعوة اليوم هي لتحكيم الضمير والحس الوطني وتغليب المصلحة الوطنية، فانها جميعها تبدأ بحفظ الكرامة والسيادة الوطنية والتعامل بندية مع جميع الدول لا سيما الشقيقة منها..
ولهذا فان على السعودية الاعتذار من لبنان عن تصرفها اللا أخلاقي معه بحسب نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، فلبنان ليس مكسر عصا لاحد كما قال .
والسعودية هي من افتعلت الازمة الاخيرة مع لبنان، وردة فعلها تكاد ترقى الى ما يشبه اعلان الحرب بحسب كتلة الوفاء للمقاومة، التي دانت الاملاءات الخارجية حول خطوات عمل الحكومة ازاء هذه المسألة، ورأت فيها اتجاها لطعن الكرامة الوطنية من جهة أو لتهديد الاستقرار والاطاحة بالانتخابات النيابية من جهة اخرى .
ولحل القضية فان الانظار كانت متجهة الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي زار الرئيسين ميشال عون ونبيه بري وتحدث عن خارطة طريق لإخراج لبنان من دائرة التصعيد السعودي الخليجي، لكنه جدد الدعوة للوزير جورج قرداحي الى الاستقالة دون ان يستقي اي معلومة عما ستؤدي اليه هذه الخطوة، فهل حصل على تعهد سعودي بالتراجع عن الاجراءات التعسفية بحق لبنان؟ أم انه اخذ ضمانات دولية لتنفيذ خطة اولها استقالة الوزير؟ المعلومات لا تشي باي من هذا او ذاك، فلماذا اذا الاصرار على تقديم اضاح على مذبح العجرفة السعودية ؟
قضائيا وبعد طول عجرفة وتعال على المنطق والقانون كفت يد المحقق العدلي في قضية المرفأ طارق البيطار مؤقتا بدعوى الرد المقدمة من الوزير السابق يوسف فنيانوس امام محكمة الاستئناف في بيروت، بانتظار البت بها، فيما بت اهالي شهداء المرفأ الامر داعين المعنيين الى اصلاح المسار القضائي والا سيتقدمون بطلبات تنحيته، كما دعوا المستثمرين الى الكف عن اللعب بدماء ابنائهم..
ولكي لا تضيع دماء ابنائهم كانت زيارة اهالي شهداء وجرحى مجزرة الطيونة التي ارتكبها حزب القوات الى نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب، حيث كانت الدعوة الى ضرورة معاقبة المجرمين الحقيقيين المسؤولين عن سفك الدماء البريئة.