قبل أن يأتي هدهد مأرب بالنبأ اليقين، أذنت الحديدة باسم قاصم الجبارين، فاهتز عرش العدوان، وضاعت أحلامه في الميدان، فانسحب جنوده ومرتزقته من الحديدة خائبين، ودخلها أهلها منتصرين.
كامل المحافظة الاستراتيجية باتت محررة او تكاد، ما زاد من كيد المعتدين وإجرامهم على المدنيين في غير مكان من صنعاء وأطراف البيضاء وبعض مدريات مأرب، عبر غارات وحشية، لكن كل دخان تلك الغارات لم يستطع أن يغطي على الهزيمة النكراء التي مني بها هؤلاء في الحديدة.
وهي انتصارات لن تقف عند هذا الحد، فعلى حد مأرب وسيوف أهلها سيقضى على آخر أحلام أمراء ومشايخ العدوان، في يمن الحكمة والعزة والايمان.
في لبنان المحكوم بالويلات بفعل بعض سياسييه وأمراء المال والاقتصاد فيه، ما زال أهله يتلوعون على صفيح الدولار وما يتبعه من لهيب الأسعار، ولا من يخفف من سعير الأزمة بمبادرة او اقتراح، فيما جل همهم إرضاء متحكم بأمرهم غضب لخيباته في اليمن فاراد تدفيع لبنان الثمن.
أما الذي يبني لبنان ومستقبله المالي والمعيشي فهم أهله فقط، كما قال رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” السيد هاشم صفي الدين من البقاع، وكل من يرهن لبنان للخارج وينتظر العطايا والمنح، فلا يمكن له أن يبني وطنا.
وطن كان اليوم رهينة الحرائق التي عادت لتنتشر في أكثر من منطقة لبنانية، لعل أقساها كان بين بلدتي المنصوري وزبقين حيث أتى على مساحات شاسعة وسط مكابدة الدفاع المدني والجيش اللبناني والهيئة الصحية الاسلامية وكشافة الرسالة الاسلامية والبلديات لتطويق نيرانه.
نار من نوع آخر كانت تأكل ما تبقى من إنسانية في لبنان، مع وقوف وزيرين من الحكومة عاجزين عند هول المشاهد التي رأوها في إحدى الدور الخاصة التي يفترض أنها للعناية بمرضى الأمراض العصبية، لكن الوقائع أكدت أن البلد يحتاج بجد الى عناية خاصة أخلاقية وإنسانية قبل الصحية والاقتصادية والسياسية.