نهايةُ اسبوعٍ ملتهب، حرائقُ تجتاحُ مساحاتٍ حِرجيةً واسعة، وتقلصُ ما تبقى من فسحةٍ خضراء، ورجالُ اطفاءٍ ومتطوعونَ يقاومونَ باللحمِ الحيِّ ألسنةَ اللهبِ في بلدٍ يكتوي بشتى انواعِ الازماتِ الاقتصاديةِ والسياسية، وبانتظارِ نتيجةِ التحقيقاتِ لمعرفةِ اِن كانت الحرائقُ مفتعلةً أم لا.
رصدٌ بالصوتِ والصورةِ لمن يصبُّ الزيتَ على نارِ الفتنة، وزيرُ خارجيةِ السعودية يَعتبرُ في مقابلةٍ أنْ لا مشكلةَ بينَ بيروتَ والرياض، وأنَ الازمةَ داخليةٌ بينَ حزبِ الله واللبنانيينَ متدخلاً في عملِ القضاءِ باتهامِ حزبِ الله انه يعرقلُ التحقيقاتِ في انفجارِ المرفأ، الا يشكلُ هذا تدخلاً في الشأنِ الداخلي لدولةٍ شقيقة؟ تخيلوا مثلاً أنَ وزيرَ خارجيةِ لبنانَ تفوهَ بكلمةٍ في التحقيقاتِ بجريمةِ نشرِ وتذويبِ الصحافي جمال الخاشقجي؟ لكانَ طُلِبَ وقتَها من الدولةِ كلِّها الاستقالةُ بامِّها وابيها، وليسَ من وزيرٍ واحدٍ فقط.
ومن وزيرٍ الداخلية، رصدٌ لِبَيانينِ بازدواجيةِ معاييرَ في التعاملِ معَ الحقائبِ الرياضيةِ الوافدةِ الى مطارِ بيروت. من ترحيبٍ بالفريقِ الاماراتي، وما يرافقُه من اسلحةٍ وقوةِ حماية، الى اثارةِ اجواءٍ من الشكوكِ حولَ حقائبِ الفريقِ الايراني. ومن دونِ الغوصِ في التفاصيل، وهل الاسلحةُ التي برفقةِ الرياضيينَ الاماراتيينَ هي من تلكَ التي اندحرت من الحديدة اليمنيةِ أم انها قادمةٌ من ابو ظبي مباشرة ، فانَ السؤالَ البسيطَ والمشروع، هل يحقُّ لفريقٍ رياضيٍ أن يُحضرَ معه فريقَ حمايةٍ خاصة؟ واِن كان كذلك، هل سيَستقبلُ لبنانُ الشهرَ القادمَ الصواريخَ الكوريةَ معَ الفريقِ الكوري القادمِ الى بيروت؟
ربما يجوزُ ذلك في لبنانَ فقط، كما في ملفِ النازحين، اوروبا تستنفرُ لمنعِ بضعةِ آلافٍ من المهاجرينَ من دخولِ اراضيها عبرَ بيلاروسيا، وبريطانيا تهددُ بالحربِ بينَ الغربِ وموسكو حليفةِ بيلاروسيا، اما في وطنِنا، فلا يجوزُ الاعتراضُ على أكثرَ من مليونِ شخصٍ يزيدونَ على الاثقالِ التي لا طاقةَ للبنانيينَ بها، لا بل اِنَ الوفودَ الغربيةَ تطالبُ بيروتَ بالمساعدةِ على ابقائهم. انها قمةُ ازدواجيةِ المعاييرِ الدولية. الامرُ يحتاجُ الى بطلٍ حقيقي، لا الى البعضِ الذي يُصرُّ على لعبِ دورِ البطلِ الزائفِ كما قال المفتى الشيخ احمد قبلان.