كل الوقود محرق الا من يديه، فهو يطفئ بعضا من وجع المحرومين وعذابات المستضعفين. وكل دواء جعلوه علقما في بلادنا، الا من راحتيه، فهو عذب زلال يشفي صدور المعذبين.
لم تكن اطلالة الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله فيها الدفء بالمازوت فحسب، بل بالصدق والوضوح والتأكيد انه ما زال في بلادنا قادة واقعيون منطقيون حريصون على الوطن واهله، وحتى على اولائك الذين يشحذون حرابهم ليل نهار لطعنه. فكان خطابه للساكنين عند اعالي قمم الصبر والحرية والكرامة، الناظرين بشفقة الى الغارقين في مستنقعات الاحقاد، فقدم سماحته حقيقة القائد الحريص على اللبنانيين كل اللبنانيين، المعذبين والجائعين بقرار من يسميهم البعض بالحلفاء والاشقاء.
وعلى شقي الازمة السياسية منها والاجتماعية صارح الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله الجميع وقدم ما امكن من العون عبر مازوت التدفئة والدواء واستنفار خلية الازمة لدى الحزب لمواجهة كورونا والوقوف الى جانب وزارة الصحة وبالتالي الى جانب كل الوطن، والتجربة السابقة خير دليل.
لم يقبل سماحته بتعذيب اللبنانيين بالدواء وقدم بعض الحلول الممكنة وهناك المزيد، واسف لمن يعامل بلدنا على ان عذاباته من الاميركي ودولاره قدر لا بد منه، وتحسر على القضاء القابع في زنازين السياسة وشرنقة احلام بعض أعلامه، شارحا وموضحا بالدليل، من مأساة التحقيقات في قضية مرفأ بيروت الى فاجعة التحقيقات بمجزرة الطيونة وقضاتها وحتى الموقوفين بالقضية المطوبين دينيا وسياسيا المحميين في حصن معراب، مقابل الكثير من الاستخفاف بدماء الشهداء المظلومين وعذابات اهلهم الصابرين.
وفي العذابات اللبنانية اليومية لم يقفل الاسبوع على غير بدايته، من حيث ارجوحة الدولار المعروف من يدفع بها، وجنون الاسعار مع غياب شبه تام للاجهزة الرقابية، وكأن البلد متروك للوقت.
والوقت اليوم لصراع “اوميكرون” المتحور الجديد من كورونا الذي يرعب العالم ويستنفر دوله ومنظمة الصحة العالمية التي حذرت من موجة جديدة لا تقل خطورة عن سابقاتها، وقد تعيدنا الى البدايات.