على رغم موجة الصقيع التي تسيطر على لبنان، فان الحرارة السياسية تشهد تحسنا ملحوظا، بما يشير الى ذوبان الجليد القاطع لبعض الطرق شيئا فشيئا، وأول المؤشرات الرياح التي هبت من بعبدا بعد لقاء الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي، محملة باعلان الرئيس ميقاتي عن جلسة حكومية الاسبوع المقبل، يحدد موعدها لاحقا، وقد تكون الاثنين المقبل على ما علمت المنار، على أن جدول اعمالها يعج بالملفات من الموازنة الى خطة التعافي المالي وكل القرارات العالقة والمرتبطة بالأمور الحياتية للبنانيين ..
وعلى خط ميرنا الشالوحي فقد قدرت الارصاد السياسية وضوحا بالمواقف لا سيما على خط التسييس في قضيتي التلاعب بالدولار وبتحقيقات مرفأ بيروت، فبعد تساؤل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لماذا لم يقم مصرف لبنان بواجبه ويتدخل قبل الآن لوقف انهيار الليرة اللبنانية، رأى عدم انتاجية في تحقيقات المرفأ سائلا المحقق العدلي طارق البيطار عن سبب عدم اصداره للقرار الظني الى الآن.
اما الاعصار اليمني الذي ضرب الهيبة الاماراتية وعمق عاصمتها، فما زالت ارتجاجاته تصيب القرار السياسي في ابو ظبي، ولن تنقذهم المجازر التي ارتكبوها فجر اليوم بحق المدنيين في صنعاء، بل ستزيد عليهم القصاص.
ووسط سماع تحطم عمالقة الزجاج وعنجهيتهم، سمع العويل في تل ابيب مع القراءة الصهيونية المرعوبة من عملية الجيش اليمني وقدراته العسكرية والامنية، وان ابدى القادة الاسرائيليون كل استعداد لدعم الامارات وحكامها والوقوف الى جانبهم امنيا واستخباراتيا، فان خبر وصول الطائرات والصواريخ اليمنية العابرة لكل انظمة الرادار الاميركية وغير الاميركية في المنطقة يؤرق الصهاينة، الذين ما ان سمعوا صوت الانفجارات في ابو ظبي التي تبعد أكثر من الف وخمسمئة كيلومتر عن اليمن حتى تحسسوا ايلات..