لا نريد حربا مع روسيا..
قالتها وزيرة الدفاع الفرنسية فانهت المشهد على الساحة الاوكرانية، وأبقت الممثل المعروف على الشاشة – الفاشل في السياسة – فلاديمير زيلينسكي في اسوأ دور ومصير، ضمن سيناريو كتبه له الاميركي، وتولى اخراجه الحلف الاطلسي. وهو مسلسل اميركي طويل قد حفظه العالم بعدة لغات لا سيما العربية منها والافغانية، واليوم الاوكرانية..
لقد تركنا وحيدين بمواجهة روسيا – قال الرئيس الاوكراني الذي يتولى يوميا اذاعة اخبار تقدم القوات الروسية ، معلنا من مخبئه ان تلك القوات دخلت مناطق في العاصمة كييف .
اما عواصم القرار الغربي فاكملت دعمها اليومي لحكومة زيلينسكي عبر صليات من بيانات الاستنكار الدقيقة، والعقوبات الاقتصادية التي تتولى دبابات الجيش الروسي سحقها رزمة برزمة..
مشهد لم يكن يتوقعه حتى أكثر الاوكرانيين شكا بحلفائهم الاميركيين والاوروبيين، اما بعض الرسميين اللبنانيين فقد فاقوا كل التوقعات.
فالملتحفون متى شاؤوا عنوان الحياد، لم يحيدوا عن توريط بلدهم بالازمات تلبية لخواطر واوامر بعض السفارات، وتولت وزارة الخارجية ادانة الهجوم الروسي على اوكرانيا ببيان خارج عن كل قواعد الدستور والاعراف اللبنانية، مسعرة ازمة داخلية بتصرفها الذي اقل ما يقال فيه انه ارتجالي وغير مسؤول، وغير متفق عليه داخل الحكومة، ومفتعلة اخرى خارجية، اول معالمها بيان عبرت فيه السفارة الروسية في بيروت عن دهشتها لبيان الخارجية اللبنانية المخالف لسياسة النأي بالنفس التي تدعيها، مذكرة من كتب البيان ومن زوده بحبره السياسي بان روسيا لم توفر جهدا في المساهمة بنهوض واستقرار الجمهورية اللبنانية..
جمهورية لم يكن عند بعض سياسييها حرج التورط في صراع الكبار زمن محاذرة كبريات دول العالم في كل خطوة وبيان، وهي جمهورية تاركة ابناءها يواجهون مصيرهم في اوكرانيا ، ومأزومة الى حد البحث بين جداول موازناتها المهترئة عن بضعة دولارات لشراء القمح ، وعن بعض ساعات كهربائية بين خطوط توترها العالي المتقطعة..