هل يقر الغرب بأنه علق في وحول اوكرانيا؟ قد لا يبدو ذلك بعيدا في ظل ما ينكشف من راس جبل التداعيات التي تهز الأوروبيين والأميركيين جراء الاصرار الروسي في الميدان الاوكراني، مقابل استخدام كل أنواع العقوبات بحق موسكو ودعم الاوكرانيين بالسلاح. وروسيا التي أعلنت قبل يومين أنها تمد اوروبا بالغاز بكامل طاقة مضخاتها وأنابيبها، انتقلت اليوم الى تلميح مغاير فصرحت خارجيتها بالاستعداد التام للمواجهة القوية مع الاتحاد الأوروبي في مجال الطاقة، إذا لزم الأمر.
يبدو أن هذا النوع من الرسائل يلزم موسكو للردع التكتيكي ويوقف الأوروبيين والأميركيين عند حدود لا يمكنهم تجاوزها، لأن استمرار ارتفاع أسعار الغاز والنفط قد يلامس حد التهديد الوجودي لحكومات هؤلاء كما يؤكد المراقبون، ومن من أعداء روسيا يستطيع الذهاب الى هذا النوع من المخاطر في ظل مشاهد الهلع والهرج والمرج في الأسواق العالمية، ووسط تحذير منظمة الفاو من احتمال مواجهة مجاعة لم تفرضها جائحة كورونا على العالم رغم قسوتها.
هذه التطورات التي يمكن تصنيفها ضمن مقدمات نظام عالمي جديد، تلقى قراءة ومعان أدق وأوسع لدى الإمام السيد على الخامنئي، فالأحداث السياسية والعسكرية الحالية تشكل جزءا من المنعطف التاريخي للعالم وهو ما كان متوقعا، وفق ما أكد سماحته اليوم، داعيا نخب الأمة الإسلامية الى تحمل المسؤوليات على المديين المتوسط والبعيد مقابل هذه الانعطافات.
في لبنان، الاختناقات السياسية والاقتصادية الحادة التي يواصل الأميركي إدخال لبنان فيها لن تكون قدرا مفروضا على اللبنانيين، استنادا الى تاريخهم الطويل والعريق في الصمود، ووفق ما تؤكده المقاومة من أنها ستواصل دفاعها عن أولويات الوطن وأجياله وصناعة التغيير، بحسب ما أعلن اليوم نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم خلال إطلاق الماكينة الانتخابية في منطقة الجنوب الثانية.