عند اول اسطر رسالة المسيرات تاه الصهاينة ومعهم كل العنتريات، وغرقت كل التهديدات في مياه البحر الساخنة التي احرقت اصابع لابيد في اول ايام حكومته. هذا ما قرأه الصهاينة من الرسائل المفخخة التي حملتها المقاومة في لبنان لمسيراتها الثلاث التي كانت اول الواصلين الى الحق اللبناني، والحقيقة الاسرائيلية التي يجمع عليها السياسيون والمحللون الصهاينة ان تلك المسيرات وقبل ان تستطيع الطائرات والبوارج الاسرائيلية اسقاطها بعد عدة اخفاقات، كانت قد اصابت المعادلة التي حاولت فرضها حكومة تل ابيب، التي باتت هي من تلجأ للشكوى والبكاء لدى الاميركيين .
اما البكاؤون اللبنانيون الذين لا يجيدون الا قراءة البيانات، العاجزون عن قراءة رسائل القوة اللبنانية او الاستفادة منها لما فيه صالح البلاد، فقد وقف بعضهم على خاطر الاميركي – وربما قبل ان يطلب، مطالبين الجميع بالالتزام بحدود المفاوضات الجارية، وانتظار ما سيتكرم عليهم به من يسمونه وسيطا لترسيم الحدود.
انها حدود قدرة هؤلاء المستجيبين للمايسترو الاميركي ولو على حساب وجع ومصلحة ونفط وغاز بلدهم .. وهم الراضخون لحصار واشنطن، القابلون بالعتمة التي تفرضها على اللبنانيين، والعطش الذي يضربهم والجوع الذي يطرق ابوابهم مع فقدان الرغيف، كل هذا لسمْع وطاعة الاميركي ..
وعلى مسمع الدولة التي تتفرج على نفطها في اعماق البحر، ارتفعت صرخات اللبنانيين اليوم مع فواتير الكهرباء الخيالية التي يفرضها بعض اصحاب المولدات الخاصة على المواطنين غير آبهين بالدولة وتسعيرتها ..
اما سعير الحر المصحوب بالعطش الذي يضرب أكثر من منطقة لا سيما بيروت وضواحيها بسبب انقطاع المياه، فلا من يكترث له رغم هول الكارثة..
وحول كارثة الاسعار الجديدة للاتصالات كان بحث لجنة الاعلام والاتصالات التي قال رئيسها النائب ابراهيم الموسوي ان اللجنة قد لا تتمكن من فرض تخفيض لأسعار الاتصالات، لكنها ستحاول اجتراح حلول لبعض شرائح المجتمع..