في صندوق رسائل الطائرات المسيرة الثلاث التي ارسلتها المقاومة فوق كاريش ما يفوق بكثير خبر وصولها الى الحقل النفطي . ومع كل يوم كشف صهيوني جديد، والجديد ما اعلنته القناة الثالثة عشرة العبرية من ان فخر الصناعة الاميركية – اي طائرة اف خمسة وثلاثون – التي استخدمها الجيش العبري فشلت في اعتراض المسيرات الثلاث، وان نقاشات حادة تدور داخل الكيان وسط انتقادات وجهت الى اداء الجيش وسلوك المتحدث باسمه ، فضلا عن ضياع المواقف الاسرائيلية وعدم تطابقها خلال التعامل مع الحادث.
اما تعامل بعض اللبنانيين مع رسالة المسيرات الاستراتيجية فكان كتعاملهم في الزواريب السياسية اليومية، وهو ما ازعج حزب الله من قصر نظر بعض المرجعيات وتفريطها بورقة قوة في يدها، كما قالت مصادر للمنار، مضيفة أن الحزب أبلغ هذه المرجعيات بصورة مباشرة أن هذه الطريقة بالمواقف والاداء تفرط بحقوق لبنان، وهي انصياع كامل للمطالب الأميركية.
اما مطالب المقاومة ومعادلتها فواضحة بحسب نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم: نريد نفطنا وحقوقنا كاملة غير منقوصة، ولبنان ليس ضعيفا ويمكنه حماية حقوقه.. وعن حقوق لبنان كان حديث لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أكد خلاله اننا لسنا ضعفاء وعلينا الاستفادة من كامل عناصر قوتنا للمحافظة على حقوقنا..
وفيما الحقوق اللبنانية مهدورة في اعماق البحار وغياهب سراديب السياسة، كان وزير الطاقة وليد فياض يزور العراق لضمان عدم انقطاع الشمعة العراقية التي يلعن بها اللبنانيون العتمة الاميركية المفروضة عليهم. فبعد منع الاميركي للخيارات الاستراتيجية ببناء معامل كهربائية روسية او صينية او ايرانية، واقفاله انابيب الغاز المصرية وخط امداد الكهرباء الاردني، لم يبق للبنان سوى كميات الفيول العراقي التي تؤمن بضع ساعات كهربائية يوميا.. فيما يوم واحد مفعم بارادة لبنانية حقيقية، وجرأة سياسية مبنية على المصلحة الوطنية، قادر على انهاء كل هذه المأساة المفروضة اميركيا.