فتحت صناديق الاقتراع للانتخابات النصفية في الكونغرس الاميركي، فانكشفت حقيقة سلطة بجناحين متناحرين .
ليس بمشاريعهم التدميرية للامم، واضطهاد الشعوب وانحطاط مستوى الانسانية لديهم فحسب، بل بانكشاف حجم الانحطاط الاخلاقي عبر التخاطب الشوارعي بين الجمهوريين والديمقراطيين..
من منصة استخدمت فيها كل انواع الشتائم انطلقت الانتخابات النصفية، وقبل فرز النتائج بدا المجتمع الاميركي المقسم والمفروز يلهج بحجم الازمة، وأكبر المعبرين عنها هو احد مؤسسيها دونالد ترامب الذي قال ان اميركا باتت دولة من العالم الثالث، فيما رأى رئيس البيت الابيض جو بايدن ان الديمقراطية الاميركية في خطر..
والحقيقة ان العالم كله بخطر في ظل هذه الزمرة الفاقدة للاهلية، والتي تعتبر وجهين لعملة التسلط الاميركي الواحدة، والتي يضاف اليها التهور والارتجال في اخذ القرارات التي تضع العالم على باب المجهول..
في بلادنا المعلوم حالها والضيقة خياراتها، حلق دولارها من جديد برسالة من حاكم المال الى مجلس النواب الذي استدعاه للبحث في قانون الكابتل كونترول، فلم يحضر وتأجلت جلسة اللجان المشتركة التي كانت مقررة اليوم بأمر غير مباشر من المتحكم بامر المال والبلاد..
بلاد رغم كل واقعها فان امنها لا يزال ممسوكا بحسب وزير الداخلية والبلديات الذي كشف بعد اجتماع طارئ لمجلس الامن المركزي، عن توقيف عدة خلايا ارهابية كانت تحضر لاعمال تخريبية..
اما المواقف الارتجالية بتداعيات تشويشية، فقد تسبب بها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لنفسه ووطنه عبر المشاركة بمؤتمر للمناخ في شرم الشيخ المصرية بحضور صهيوني، وهو ما كان بالغنى عنه وخاصة انه لن يغير بمناخ لبنان الملتهبة ازماته شيئا، فيما الحاجة الصهيونية للاستثمار بهذه السقطة دفعت اعلامهم وسياسييهم للحديث عن صورة تطبيعية مع لبنان من خلال صورة للاجتماع داخل قاعة واحدة، وان كان الرئيس ميقاتي قد نفى في بيان ايا من عناوين الاعتراف بالعدو او التطبيع معه…