شارفت عمليات الانقاذ والبحث عن ناجين على نهايتها، وبدأت عمليات تعداد المفقودين تحت انقاض الزلزال الذي اصاب تركيا وسوريا، فيما العين مصوبة على مسح وتقييم حجم الكارثة الانسانية، وملايين المشردين في عراء المجهول.
اصوات التحذير الاممية بدأت بالارتفاع، وتقييم الواقع ينذر بما هو اخطر بكثير مما تنقله وسائل الاعلام، وعوائق قيصر الاميركي الجائر بحق السوريين تتلمسه كل يوم فرق الانقاذ، وتشكو منه الامم المتحدة ومنظماتها المعنية، ويدفع ثمنه العالقون تحت ركام الزلزال، ممن منع عنهم الحصار الاميركي امكانية النجاة.
بما امكن يحضر اصدقاء سوريا الى جانبها – كما في كل المحن، ولا يفرقون بين سوري وآخر، وان أخرت اعتبارات الجماعات المسلحة في الشمال السوري السماح للمساعدات بالوصول الى المنكوبين او المشردين.
وعلى منبر الدولة المنكبة لنجدة كل اهلها، اطل الرئيس السوري بشار الاسد متفقدا سير عمليات الانقاذ في محافظة اللاذقية، ومنتقدا ازدواجية المعايير الغربية في التعامل مع هذه الكارثة الانسانية.
على المقلب التركي للكارثة، تتكشف صور مأساة دامية، لم تحتوها كل اشكال الدعم العالمي الذي سارع لنجدة الاتراك، فتواصلت نداءات الاستغاثة الحكومية والشعبية للتخفيف من معاناة المشردين الذين يعدون بالملايين.
في لبنان الشارد دولار سوقه السوداء فوق الستة والستين الف ليرة على مرأى ومسمع مصرف لبنان، لم يصرف اهله نظرة الخير والمساعدة الممكنة للاشقاء السوريين والاتراك، فتواصلت عمليات جمع التبرعات من كل حدب وصوب، واكمل حزب الله حملته لجمع المساعدات التي تلاقي استجابة كبيرة. اما المكابرون بالسياسة كما بالاقتصاد، فما زالت اصوات المستغيثين من دمار الزلزال تغطي على كل تفلسفهم.
والى الزلزال الذي اصاب المستكبر الاميركي وادواته في المنطقة قبل اربعة واربعين عاما، اعاد الايرانيون احياءه بتجديد الثورة وحماية الجمهورية الاسلامية وخياراتها. جموع مليونية احيت الذكرى في عموم المحافظات الايرانية، أكدت انتصار الثورة الاسلامية من جديد هذا العام على الفتن التي اثارها الاعداء، بحسب الرئيس السيد ابراهيم رئيسي، الذي اعتبر ان الشعب الايراني بعث اليوم برسالة امل لكل الشعوب الحرة، وشكل رسالة يأس للأعداء.