وصل التنينُ الصينيُ الى الشرق ِالاوسط بنسختِهِ السياسية ِبعد ان سبقته النسخات ُالاقتصادية. فنفخ َبدبلوماسيتِه المتقنةِ، مساهما في اطفاء ِالنيران ِالاميركية َالتي اشعلتها واشنطن في المنطقة لِتنضِج َعليها مشاريعَها الاستعمارية..
رعت الصين ُالاتفاق َالايراني َالسعودي، متوجة ًجهوداً عراقية ًوعُمانية ًعلى خط ِالتقريب، فوصلت الرياض ُوطهران ُالى اعادة ِالعلاقات ِالدبلوماسية وتفعيل ِقنوات ِالتواصل ِلما فيه مصلحة ُالبلدين وشعبيهما .
وان كانت بنود ُالاتفاق ِلم تشمل ايا ًمن الملفات ِخارج َحدود ِالعلاقة ِالبينية، لكن المأمول َان تتركَ اجواء ًايجابية ًلترسيخ ِمفهوم ِالحوار ِالقادر ِعلى حل ِازمات ِالمنطقة ِوملفاتها..
وبالمنطق اللبناني فإنَ ما جرى في بكين لن يرضي َالكثيرين ممن يبنون مشاريعَهم على خيارات الاستقواء ِالخارجية ِلفرض ِالمسارات ِالداخلية .
ومع تبدل المسارات ِفان ما جرى هو تغير ٌبعقلية ادارة ِالملفات، لكنه لن يحضر َعلى الساحة ِاللبنانية ِكمشروع ِحل، لان الحل َهو لبناني ٌوعبر الحوار ِالذي لا يزال ُيرفضُه المكابرون .
ولمن لا يريد ُأن يسمع َمن الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله بعدم ِانتظار ِملفات المنطقة ِوالرهان ِعليها – لان الملفات ِاللبنانية َلا يحلُها الا اللبنانيون، فليسمعوا من وزير ِالخارجية السعودي ِفيصل بن فرحان ان التقارب َالايراني َالسعودي َلن يحل َالازمة َاللبنانية، وانما حلٌها بالتقارب ِاللبناني اللبناني..
وحتى يقترب َهؤلاء من السلم ِللنزول عن اعلى الشجرة ِقبل َان ترميَهم رياح ُالمتغيرات، دعا الرئيس ُنبيه بري الى القراءة ِالايجابية ِلمشهد ِالتقارب ِالعربي ِالايراني ِوعودتِه الى طبيعته، مطالباً القوى السياسية َبالمبادرة ِسريعا ًللتلاقي ِعلى كلمة ٍسواء بمقاربة ِالملفات، والكف ِعن هدر ِالوقت ..
اما وقت ُالصهاينة فيزداد ُتأزماً مع خطوة ِالتقارب ِالايراني ِالسعودي، ولم يُخفِ كبار ُمحلليهم استثمار َقادتِهم بل تحفيزَهم للخلاف ِبين َالطرفين طيلة َاعوام، واليوم َيصابون بالخيبة، اما الخشيةُ فهي من الحضور ِالسياسي ِالصيني ِالى المنطقة على حساب ِالاميركي، ِعبر َهذه الخطوة ِغير المسبوقة..