استباحة فوق الموصوفة لجيوب المواطنين ومعيشتهم ترتكبها منظومة الدولار واسواقه السوداء، وهناك من قرر الاجهاز نهائيا على ما تبقى من قدرة شرائية وقيمة لليرة اللبنانية بنحرها وتصفيتها امام مصالح المضاربين والتجار والمستثمرين في تجذر الازمات وافشال مسارات الحل.
وفي أقل من ثلاثة اشهر، ضرب سعر صرف الدولار ارقاما قياسية جنونية، من اثنين واربعين الف ليرة الى مئة وعشرة الاف ليرة ، في مشهد سوداوي ينذر بالاسوأ مع تمترس البعض في لبنان وراء اوهامهم ومصالح مشغليهم لابعاد الحلول وانتظار التسويات من الخارج.
ولان رائحة التنكيل السياسي بالعملة الوطنية عابقة بشدة من المضاربة الدولارية والمصرفية، تتاكد الحاجة الى الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية كمدخل موصل الى حل ازمات دستورية يؤمن حكومة جديدة تكبح الانهيار وهذا بعينه قاعدة ثابتة في الحكم وادارة شؤون الناس يتعامل معها البعض بالانكار والاستهداف والقاء الموانع امامها قاطعا الطريق الى حوار ضروري بمثابة اكسير للحلول.
وفي ما يبدو سعيا لجمع الساحات السياسية المسيحية على قلب واحد في الازمة الرئاسية من البوابة الكنسية، دعت البطريركية المارونية النواب المسيحيين الى خلوة في الخامس من نيسان تتخللها رياضة روحية، فهل يكون ذلك مقدمة لمضي البعض بانتخاب رئيس للجمهورية بروح رياضية؟
الحوار الذي يجرم عليه بعض اللبنانيين يفتح آفاق المنطقة على مصراعيها بعد سنوات عجاف، وهو نفسه الذي قلب المشهد بين السعودية وايران من بوابة الصين، واعاد اليوم تركيا ومصر الى علاقات معلقة منذ احدى عشرة سنة، ويجر دولا عربية واسلامية الى معاهدات تعاون جديدة كانت معطلة بمعاهدات التطبيع والترويض الاميركي الصهيوني للمنطقة.