انتهت القمة العربية بلقطاتها ولقاءاتها ، ليبدأ انتظار ترجمة الاقوال افعالا..
لم تعهد الشعوب العربية ان ترى قمم الزعماء والرؤساء والملوك مؤثرة او ذا قدرة تغييرية كبيرة، ولكن بما ان سوريا كانت عنوان قمة جدة، يصبح ترقب النتائج ضروريا وكذلك مراقبة تطور خط العلاقات المصححة مع دمشق الثابتة على عروبتها والكاسرة للمؤامرات.
سوريا التي كان الكيان الصهيوني اكثر العاملين على تدميرها واول المنتفعين من احباط دورها المقاوم، يعبر اليوم بانزعاج كبير من استعادة مكانتها العربية، وتقر اوساطه الامنية والاعلامية بأن مشهد الرئيس السوري في قمة جدة دليل كبير وصاعق على انتصاره واكثر من ذلك.
قمة جدة قمة تصفير الازمات كما وصفتها اجواء المواكبين لها، وكما جاء ايضا على لسان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في حديث الى الاعلام السعودي والذي اكد ان التقارب السعودي السوري لا بد ان يريح لبنان… فكيف سيرتاح اللبنانيون اذا كان تصفير الازمة السياسية مع دمشق معلقا على اسباب لم تكن يوما مقنعة؟ وهل يحتمل لبنان هدر مزيد من الوقت في هذه المسالة؟ وماذا عن اقتراب ساعة الصفر التي يخافها الجميع في ملف النزوح بعد انتفاخ هذه الازمة التي فرضها البعض باسم النازحين وبمعاناتهم ويرفض اعادتهم الى بلدهم؟.
اللبنانيون الذين اشبعوا كلاما بان متغيرات لا بد ان تطرأ بعد القمة العربية ينتظرون حصول هذه المتغيرات، كما ينتظرون الاجتماع الوزاري التشاوري غدا في السراي لبحث ملف النزوح ، وايضا مسالة تسلم لبنان نشرة حمراء من الانتربول بحق حاكم المصرف المركزي رياض سلامة تطبيقا لمذكرة التوقيف الفرنسية، فهل يخرج اللقاء باتفاق على خطوات فاعلة تجاه سوريا، وهل ستعلق نشرة الانتربول على خشبة الوقت المتبقي امام نهاية ولاية سلامة؟.