ساعات وتقف إدارة ترامب أمام جني سياستها، غدا تبدأ تنفيذ عقوباتها ضد إيران، ولكنها عقوبات فاقدة للأثر، بسبب الإنخفاض الحاد بمستوى التأييد الدولي، والثبات الايراني المعتمد على تجربة طويلة سبقت فترة الاتفاق النووي.
وفي التوقيت، محاولة ترامب مفضوحة مع إستخدامه العقوبات ورقة في الإنتخابات الأميركية النصفية التي تجري الثلاثاء، ولا يدري بأي أرض سياسية قد تضعه.
بكل إطمئنان وثقة، إستبقت إيران الرد على العقوبات، وحشدت كل مستوياتها لإيصال الرسائل، وهي تواصل إستعداداتها للمواجهة بالإقتصاد المقاوم الذي نقل الجمهورية الإسلامية منذ إنطلاق ثورتها، من حيز التبعية لأميركا بالكامل، إلى كامل الإعتماد على نفسها ومقوماتها وقدراتها، وبالتالي تحقيق إنتصاراتها العابرة لتاريخ المنطقة.
هي المنطقة نفسها التي يشوه كثير من العرب وجهها، فيشرع بعضهم أبوابه أمام كيان الإحتلال، وبعضهم الآخر تنتابه جولات جنون غير محدودة، فيقتل شعبا بأكمله تجويعا وحصارا، ويلاحق معارضيه قتلا وإذابة بالأسيد، بحسب ما يسرب، ثم يدفع أنظمة طائعة له تنفيذا لأجندات لن تقيه شر ما يرتكب.
في الإطار، يأتي حكم النظام البحريني بالمؤبد على الأمين العام ل”جمعية الوفاق الإسلامي” الشيخ علي سلمان، حكم تراه الوفاق دافعا للتمسك أكثر بالحقوق والمطالب.
أما “حزب الله” فرأى فيه تعبيرا جليا عن الهوية القمعية والديكتاتورية لحكام البحرين، وتهيئة لزيارة رئيس وزراء العدو نتنياهو للمنامة.
في لبنان، من المتوقع أن يحمل الأسبوع الطالع حركة ما على خط تأليف الحكومة، وعودة الإتصالات حول توزير النواب السنة المستقلين. وفيما يلوذ الرئيس المكلف بالسفر تارة وتارة أخرى بالصمت، كان رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل صريحا في إظهار مستوى الإستعداد للبحث عن حلول وصفها بالمبدعة، تضع الحكومة على خط بياني يبقي العلاقات بين مكونات لبنان بعيدة عن الإنهيار.