كل يغني على ليلاه، ولن تكفي ليالي جان ايف لودريان القليلة في لبنان لجمع النوتات السياسية المتباعدة ضمن معزوفة واحدة…
اتم الموفد الرئاسي الفرنسي لقاءاته مع القوى المختلفة او يكاد، والكل عند موقفه، والكل خرج من لقائه مرتاحا كما ينقل او يقال، فيما اللبنانيون وحدهم غير مرتاحين لعدم وجود افق قريب لحل الأزمة الممتدة بفعل المكابرة والعناد ..
وبعد جوقة التصريحات والتغريدات يبقى السؤال : ماذا بعد ؟ والى اين ستسير الامور؟
حزب الله الذي توافق مع لودريان على ان الحوار هو اقصر الطرق للاتفاق، أكد للضيف الفرنسي تمسكه الثابت بدعم ترشيح سليمان فرنجية.. اما المتقاطعون على ترشيح جهاد ازعور فقد تقطعت مواقفهم وتباعدت آراؤهم وبدا جليا انفراط عقدهم داخل قصر الصنوبر ..
اما خارج الدوامة السياسية المعقدة، فعيد قادم واضاحيه موظفو الدولة الذين لن يتقاضى جلهم راتبه الشهري، فالازمة التي تم حلها تشريعيا خلال الجلسة النيابية، سيطيل امدها بعض الشيء تداعيات لوجستية، حيث لن تتمكن وزارة المالية من انهاء الجداول قبل ايام العيد، ما يشير الى رحلة معاناة اضافية لهؤلاء..
اما رحلة الموت الاغلى في العالم فكانت لمترفين ارادوا معاينة “التيتنك” فلحقوا بها، واستنفر العالم لايجادهم بعد ايام على انقطاع التواصل معهم، وهم اربعة من اثرياء العالم قرروا الذهاب برحلة كلفتها اكثر من مئتي الف دولار لكل فرد منهم في غواصة للاطلاع على بقايا سفينة التيتنك، فقضوا بانفجارها نتيجة خلل فني، وبات مصيرهم محط اهتمام العالم . فيما مراكب الموت التي تقتل المهاجرين عند سواحل الامل الاوروبية كل يوم تمر مرور الكرام على وسائل الاعلام وعلى تلك الدول واجهزتها..
اما الغائب عن الكثير من وسائل الاعلام والعديد من الدول الاسلامية، فهو قيام قطعان من المستوطنين الصهاينة بتدنيس المساجد في الضفة الغربية واحراق نسخ من القرآن الكريم، وهو ما اعتبره حزب الله اعلى درجات الارهاب والعنصرية، داعيا الدول والحكومات الاسلامية والعربية والمنظمات الدولية لوضع حد لهذه العدوانية..