انه لهيب الشمال، الذي يعصف بالخيارات الصهيونية كما بجنودهم في الميدان، يستنزف قدراتهم ولا يشغلها فحسب، يتحكم بمسارهم وقراراتهم، ويكبدهم الخسائر الفادحة بالعديد والعتاد، ويحمل عن غزة الكثير بحسب كبار محلليهم السياسيين والامنيين.
لكن ما سيعجزون عن تحليله، صوت من بين حطام الموت، ارتفع حد السماء، مليء بالصبر وهدي الرحمان، انها هدى حجازي، الام الناجية من آلة القتل الصهيونية التي خطفت لها امها وبناتها الثلاث، خرجت الى العلن عبر شاشة المنار، منبرا من منابر العز والاباء، تحكي قوة وبأس المقاومين واهلهم المجاهدين الصابرين المحتسبين، تراها شامخة فوق لوعة الفراق، تحاكي الامل المزروع في هذه الارض، والذي طالما ازهر انتصارات.
هدى حجازي امراة جريحة ابرأت بكلماتها جراح وطن، وأكدت ان للمقاومة اهلا هم سر قوتها وعنفوان رجالها.
وهي المراة التي تخرجت من مدرسة البطولة نفسها التي يتقنها الغزيون نساء واطفالا وعائلات صابرين محتسبين، يودعون الشهداء ويكتبون بدمائهم على آليات العدو المتوغلة، ان نصر الله آت، وان الارض لاهلها شهداء كانوا او احياء.
وفيما العدو يزيد من جرعات عدوانه، من جبهة غزة الى جنوب لبنان، يتكفل المقاومون بالرد بدفعات على الحساب، فاوقفوا اكبر ترسانة عسكرية واخبثها ثلاثة ايام امام مستشفى الشفاء، يستنزفونه ضباطا وجنودا قتلى، وآليات تدمر على مرأى عدسات الاعلام.
وكذلك في الجنوب اللبناني حيث الرسائل الصاروخية للمقاومين تشظي جنوده وآلياته امام عدسات الاعلام، ويعجز بكل آلة حقده عن تحقيق انجاز، فيلجأ الى التستر على خسائره وملاحقة الاعلام لمنع فضح جرائمه وخسائره.
وبفعل الالطاف الالهية نجت اليوم المؤسسات الاعلامية المحلية وغير المحلية من الاجرام الصهيوني الذي استهدف موكبا لهم في بلدة يارون الجنوبية كانوا بجولة منسقة مع الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية. فنجا الاعلام من الحقد الصهيوني كما ستنجو الحقيقة من بين انيابه، وسيفضح هذا العدو وسيده الاميركي واعوانه الغربيون امام العالم بأسره.