قابضا على سنبلته، وفي يده الاخرى حفنة من تراب أرضه المقدس، وما تركهما – ككل أهله -حتى زرع جسده في بلده وسقاه من دمه المعطر، وحمى سنابله المليئة من بذار الخير بالصدر المسمر..
محيي الدين ابو دلة العسكري المتقاعد من بلدة الزلوطية، لم يقعده المحتل عن واجب صناعة الحياة، فبقي في ارضه يزرعها ويحصد غلالها، حتى اتاه الغل الصهيوني بغارة غادرة، فارتفع شهيدا على ارضه وبين جدران منزله العصي على التدمير، ما دام ان فيه روحا تتحدى كل عنجهيات وتهديدات المحتل..
وقبل ان يحتضن التراب جسد الشهيد محيي الدين، احيا المقاومون بعض القصاص، فكانت صواريخهم تدك كريات شمونة المنكوبة انتقاما للشهيد واخوانه الابرياء..
ولن يبرأ الجرح الصهيوني النازف بمزيد من الاجرام، ولن تغطي سحب الغارات التي تصيب المدنيين حقيقة الهزيمة التي يدونها كل يوم كبار جنرالاتهم ومسؤولي مستوطناتهم التائهين بين غلاف غزة ومستعمرات الشمال ..
فيمين المجاهدين اسقطت كل ادعاءات حكومتهم التي تبيعهم وهما عن امن منتظر، او ما تسميه القضاء على المقاومة في غزة او ردع المقاومة في لبنان، ففي حصاد غزة اليومي اعلان عن عمليات جديدة للمقاومة واقرار صهيوني ببعض من الخسائر الفادحة، فيما فداحة الخسائر عند الحدود مع لبنان ستبقى الحبل المشدود على عنق الحكومة العبرية التي ترفع نبرة التهديدات من بين المباني المهدمة..
اكثر من الف مبنى مهدم بصواريخ المقاومة، هو ما استطاعت ان تحصيه الجهات الرسمية في الشمال بحسب صحيفة يديعوت احرونوت العبرية،فضلا عن الاضرار التي لحقت بالبنى التحتية، اما الاسوأ من الدمار الذي تسبب به تحصن الجنود في تلك المباني، فهو العجز عن اعادة الاعمار الذي يجعل مستوطني الشمال في مهب الريح بحسب الصحيفة..
وبحسب المعادلة المرسومة بسواعد المقاومين فإن اعادة الاعمار هذه مرتبطة باعادة الاعمار في غزة، فوقف الحرب وفق مفاوضات مع حماس، هو السبيل الوحيد لعودة مستوطني الشمال ..