قد يمعنُ بنيامين نتنياهو قتلاً وسفكاً للدماءِ في غزةَ، وقد يهددُ لبنانَ وايرانَ كثيرا ً ويَلقى الدعمَ الغربيَ وغضَّ النظرِ العربي على إجرامِه المستمرّ، ولكنه لن يُبدّلَ في حقيقةِ فشلِه الميداني نقطةً واحدةً، ولن يُعيدَ مستوطناً واحداً الى الشمالِ قبلَ ان يوقفَ الحربَ على غزة، ولن يستطيعَ التاثيرَ على قرارِ جبهةِ المقاومةِ بالردِ على اغتيالِ القائدينِ اسماعيل هنية والسيد فؤاد شكر، وفقَ ما دارت حولَه تحليلاتُ الصهاينة.
ليس هذا فقط، بل نتنياهو اعجزُ من تحقيقِ انجازٍ استراتيجي مع ما وصفتها صحيفة يديعوت احرونوت بهيئةِ أركانٍ محبطةٍ وجيشِها الذي يدفعُ الاثمانَ الباهظةَ ويقاتلُ بلا هدف، اما القناةُ الرابعةَ عشرةَ فكشفت رسالةً من ضباطٍ في الاحتياطِ الى قائدِ اركانِهم هارتسي هاليفي يسخرونَ فيها من تمنياتِ نتنياهو بالنصرِ المطلق ويسألون: “أين هو النصرُ الذي اُخبِرْنا انه في متناولِ اليدِ بينما لا يزالُ وضعُنا بعيداً عن هذا النصر ؟!”
هذا الاحباطُ المتجذرُ تدريجياً بينَ الصهاينةِ لا ينفصلُ عن حالةِ القلقِ التي تكبلُ مفاصلَ حياتِهم بانتظارِ ردِّ حزبِ الله على اغتيالِ القائد شكر، ولانَ الانتظارَ هو من انواعِ العقوبةِ كما قال الامينُ العامُّ لحزبِ الله السيد حسن نصر الله فانَ احساسَ الصهاينةِ بالخوفِ يصبحُ اكثرَ تاثيراً عليهم ويَظهرُ في اعترافِ اوساطِهم بفقدانِ القدرةِ على الصمودِ في ايِّ حربٍ شاملةٍ التي لا مصلحةَ لاسرائيلَ بها كما قال رئيسُ وزراءِ العدو السابقُ ايهود اولمرت..
اما في جبهةِ الجنوب، فحمايةُ لبنانَ ومساندةُ غزةَ مستمرةٌ، والمقاومةُ تباغتُ العدوَ في كلِّ تموضعاتِه المستحدثةِ وداخلَ نقاطِه وحيثُ تقتضي المعادلاتُ كما فَعلت بالامسِ اسرابُ المُسيّراتِ الانقضاضيةِ في قاعدةِ محفاه ألون جنوبَ غربِ صفد المحتلة رداً على العدوانِ الصهيونيِّ الاخيرِ على بوابةِ الجنوب صيدا.