حيفا والكرمل بمواقعها العسكرية والاستراتيجية تحت عيون الهدهد من جديد، وقريبا ستكون تلك المواقع تحت سواعد وصواريخ المقاومين. فالحلقة الثالثة من مسلسل الهدهد التي عرضها الاعلام الحربي في المقاومة الاسلامية لها وقع خاص مع العدو الذي يواصل اجرامه بلا حدود.
والميدان اليوم لم يكن عنها ببعيد ، فمن رأس الناقورة حتى ميس الجبل، الى كريات شمونة وصفد وحيفا وكريات، رسم مجاهدو المقاومة المشهد بكثير من الاتقان، وعلى المستعجلين بلهفة حرص او حقد .. قليل من الانتظار..
حيفا ونيرانها المشتعلة بفعل صواريخ المقاومة تنبئ ببعض ملامح الايام المقبلة على هذا العدو مع اصرار مجانينه على مواصلة المجزرة التي يرتكبونها بحق اللبنانيين والفلسطينيين، وكذلك قتلاه وجرحاه في المدن والمستوطنات التي ستخلى ممن تبقى فيها بما يؤكد لبنيامين نتنياهو وجيشه انه لن يعيدهم الى الشمال بالحديد والنار. اما جنوده فيتكفل بهم رجال الله الذين يلتحمون معهم بشكل مباشر عند خطوط التقدم على تخوم القرى الحدودية. وعلى حد سيفهم يبعث المقاومون برسائلهم لاهلهم الصابرين وجموع المحبين، مع التأكيد ان النيران التي سيحرقون بها عدوهم لن تقف عند حدود الصواريخ والمسيرات، وعلى العدو ان يفهم بين سطور الرسالة، وستترجمها الايام..
حيفا وكريات شمونا تعدان قتلاهما وجرحاهما، وصفد تتلقى اعنف قصف منذ عام بحسب الاعلام العبري الذي تحدث عن اصابات مباشرة في المدينة.. وللحديث تتمة مع كل يوم من ايام الله التي اعد لها ابناء حزب الله..
والايام اللبنانية كما تلك الفلسطينية، مليئة بالتضحيات المقدسة واغلى الدماء، ومعها الآمال المحفورة بعمق في وجدان الصابرين والمحتسبين، بنصر من الله قريب.
وبالسكين وما امكن من ارادة الفدائيين، كانت الخضيرة الفلسطينية في العمق المحتل، مسرحا لعملية بطولية نفذها فدائي بسكينه، موقعا قتيلا وعددا من الجرحى الصهاينة، بينهم حالات حرجة بحسب اعترافات الاحتلال..
اما باعتراف الخبراء الصهاينة ومحلليه، فإن كل هذه النار التي يشعلها بنيامين نتنياهو لن تغير بمسار الامور التي لا يمكن ترتيبها الا باتفاق، وبالتالي فان على حكومته الاسراع للاستفادة من الوقت وابرام اتفاق قبل ان تصل النيران الى بيوتهم، وعندها سيفقد كل ما ادعاه من انجازات..
وحتى ذلك الحين فان كل كلام اميركي وغربي عن تأييد لوقف اطلاق النار، ما هو الا امعان بالكذب كايغالهم بدماء اللبنانيين والفلسطينيين، وكل حراك من هؤلاء ما هو الا كذر الرماد بالعيون، اما ما يؤكده المجاهدون واهلهم انهم لن يعطوا عدوهم شيئا، وانهم على ثباتهم حتى تحقيق الاهداف.