المقاومةُ باقيةٌ لا مَحالة، وحزبُ الله قويٌ ويتعافى، ولكلِّ مرحلةٍ طرقُها واساليبُها.. بطريقةٍ واضحةٍ وصادقةٍ واسلوبٍ منهجيٍّ ومنطقي، فصّلَ الامينُ العامُّ لحزبِ الله سماحةُ الشيخ نعيم قاسم واقعَ المقاومةِ وبرنامجَ عملِها في المرحلةِ المقبلة..
بثلاثيةِ الصمودِ الاسطوريِّ للمقاومينَ واهلِهم الصابرين، ودماءِ سيدِ شهداءِ الامةِ وعمومِ القادةِ الشهداءِ والاستشهاديين، والادارةِ السياسيةِ والعسكريةِ لمعركةِ اُولي البأس، تمكنَ اللبنانيون من منعِ العدوِ من الدخولِ الى شرقٍ اوسطَ جديدٍ من البوابةِ اللبنانية، فكانَ النصرُ بمنعِ العدوِ من تحقيقِ الاهداف، رغمَ عظيمِ التضحياتِ التي هي ثمنٌ طبيعيٌ لاستمرارِ المقاومة، كما اكد الامينُ العامُّ لحزب الله..
بالتأكيد انَ المقاومةَ مستمرة ، ولبنانَ قويٌ بجيشِه وشعبِه ومقاومتِه، ولن يَسمحَ للفتنةِ ان تَسريَ في بُنيةِ هذا الثلاثيِّ او بنيةِ لبنان، كما حسمَ الشيخُ قاسم.. وفي اولوياتِ برنامجِ عملِ حزبِ اللهِ تنفيذُ اتفاقِ وقفِ اطلاقِ النارِ الذي هو آليةٌ تنفيذيةٌ للـ1701 جنوبَ الليطاني، واعادةُ الاعمارِ بمساعدةِ الدولةِ وجميعِ من يرغبُ بمساندةِ لبنان.
اما عملُ حزبِ الله الجادُّ فهو لانتخابِ رئيسٍ في التاسعِ من كانونَ الثاني ، والمشاركةُ من خلالِ الدولةِ ببرنامجٍ انقاذيٍّ اصلاحيٍّ مبنيٍّ على المواطَنةِ والمساواةِ تحتَ سقفِ القانونِ واتفاقِ الطائف، والحوارُ الايجابيُ حولَ القضايا الاشكالية، من كيفيةِ مواجهةِ الاحتلالِ الى تقويةِ الجيشِ الى الاستراتيجيةِ الدفاعيةِ وكيفيةِ الاستفادةِ من المقاومةِ والشعبِ سنداً للتحرير..
في مساندةِ سوريا كانَ العنوانُ ثباتَها في الموقعِ المعادي لاسرائيل، ومساهمتَها في تعزيزِ قدراتِ المقاومةِ اللبنانيةِ والفلسطينيةِ عبرَ اراضيها، وعلى هذا الاساسِ سيكونُ الحكمِ على النظامِ الجديد – اي العداءِ لاسرائيل. ومعَ عدمِ امكانيةِ الحكمِ على هذه القوى الجديدةِ قبلَ ان تستقرَ وتنتظمَ المؤسسات، تمنى الشيخُ قاسم ان يكونَ خيارُ الشعبِ السوري ونظامِه الجديدِ التعاونَ معَ لبنانَ وشعبِه على قدرِ المساواة.
وان كانَ حزبُ الله قد خسرَ في هذه المرحلةِ طريقَ الامدادِ العسكريِّ عبرَ سوريا، فيمكنُ ان يعودَ هذا الطريقُ مع الحكمِ الجديد، ويمكنُ البحثُ عن طرقٍ اخرى، فالمقاومةُ مرنةٌ وعليها ان تتكيفَ مع الظروف – كما قال سماحتُه.
ومع اعتقادِ سماحتِه انَ ما يجري في سوريا لن يؤثرَ على لبنان، فانَ رؤيتَه ان القوى الحيةَ في المنطقةِ ستبقى موجودة، وستعيدُ مراجعةَ حساباتِها وطرقِ عملِها لمعالجةِ الثُغرات.