الجهد العسكري في غزة انتهى، ولم تعد هناك حرب. والاستراتيجية المتبعة لم تعد ملائمة..
هكذا يرى رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية سابقا عاموس يادلين الحالة الصهيونية بدلائله العسكرية والامنية، شاكيا من غياب المكمل السياسي الضروري لاي حرب..
فالحرب باتت في عمق المجتمع الصهيوني وليس فقط بين صفوف حكومته، وعملية تبادل الاسرى والذهاب الى تهدئة يسمع صدى انفجاراتها داخل الشوارع السياسية الصهيونية بوضوح شديد. مع تشديد الخبراء والعارفين بواقع الحال الا سبيل لحكومة نتنياهو الا القبول باتفاق لوقف الحرب مهما كانت التكلفة، فكيانهم امام مفترق تاريخي خطير ولا امكانية للهروب الى الامام..
والى الامام يهرب الاميركي مجبرا مع ربيبه الصهيوني، فبعد ان حطم كل ادعاءات الانسانية والشعارات الاخلاقية بدعمه لاكبر حروب الابادة في العصر الحديث، حطم على ابواب كبريات جامعاته كل مشاعل الحرية المدعاة وان كانت لم تضء يوما طريقا للحق.
فالحق يقال ان حربا فتحتها الشرطة الاميركية في جامعاتها العريقة، من كولومبيا الى كاليفورنيا وغيرها،وحطمت بهراوات الجنود والعسكر كل القيم المدعاة مع عظام ورؤوس النخب الطلابية التي اشعلت شرارة بدأت تلتهب داخل المزاج الاميركي العام، معممة خطر انقسام حقيقي تترصده مراكز الابحاث والدراسات..
وبعد ان سقط مبرر معاداة السامية لاعطاء شرعية لحرب الشرطة على الطلاب، خرج الرئيس الاميركي جو بايدن رافعا شعار الانتظام العام ورفض الاخلال بالامن وخطاب الكراهية بوجه سلمية شعارات الطلاب..
اما طالبوا الدعم من المأزومين الاميركي والاسرائيلي، ففي حيرة وضياع عند مفترقات المنطقة، التي وصلها صوت من اعماق القارة الاميركية الجنوبية مناصرا للقضية الفلسطينية ودولتها المحقة، من كولومبيا التي اعلن رئيسها نصرة غزة بقطع العلاقات الدبلوماسية مع تل ابيب..
ومع زحمة الاحداث تسلل اوروبي الى الساحة اللبنانية برشوة مليار يورو لاسكات اللبنانيين عن خيار اعادة النازحين السوريين، وهي اموال حملتها رئيسة المفوضية الاوروبية والرئيس القبرصي الى بيروت،مع علمهما ان تكلفة النزوح الاقتصادية فحسب على لبنان هي اضعاف مضاعفة عما وعدوا به..