خمسةُ عقودٍ والقدسُ في سجنِ الاحتلالِ والتخاذلِ والتآمر.. في مثلِ هذا اليومِ من العامِ سبعةٍ وستينَ اولى عواصمِ العربِ واقدسُها سَقطت أسيرة.. وما مَنحت شرفَ الدفاعِ عنها الا لمخلِصينَ بايعوها بالوعدِ والدمِ والعهدِ بالتحرير، اما اكثريةُ الحاكمينَ المتحكمينَ بأمةِ العربِ فخرجَ منهم ما كانوا يُضمرون ويَستُرون اِجهاراً بالتخلي عن القدسِ واعلاناً للتعاملِ معَ الاحتلالِ في محاورِ المصالحِ المشبوهةِ والمؤامراتِ المشتركة.
على مدى خمسةِ عقودٍ كحَّلت القدسُ عينَيها بانتصاراتٍ يَفيضُ من عمقِها الايمانُ بالتحريرِ الكامل.. ومن امتداداتِ ارضِ الرباطِ والقداسةِ جاءَ الانتقامُ مدوِّياً في جنوبِ لبنانَ انتصاراً كسرَ شوكةَ الاحتلالِ واذلَّ جيشَه في ايارَ عامَ الفين ثُم تموزَ الفينِ وستة، وفي محطاتِ العزةِ في غزةَ التي تغذّت على صمودِ واندفاعِ الاجيالِ القابضةِ على الحجرِ والسكينِ انتفاضةً تلوَ انتفاضة.
في ذلكَ اليومِ من حَزيران، سُميت هزيمةُ العربِ بالنكسة، ولكنْ كَم مرةً بعدَ ذلكَ انتكسَ العدوُ وانهزمَ باعترافِ قادتِه وجنرالاته فيما بعضُ العربِ يُنكرُ ذلكَ ويَنوبُ عن تل ابيب في دعمِ وتمويلِ وادارةِ المجازرِ والحروبِ التي تطوفُ في المنطقةِ تكفيراً وتقطيعاً للحدودِ وحزاً للرقاب.