كل عام وأنتم بخير. لازمة كل الأعياد وفاتحتها. لكن نقولها بتحد هذه المرة. بمعايدات وتهان تنتزع البسمة وتبعد وشاح الأسى، وتستذكر من كانوا في عيد مضى وقد رحلوا وأولهم الشهداء، تاركين فينا إصرارا على الحياة الكريمة وايمانا بأن ما قدم من تضحيات، يرسم طريقا لن يقطعه غدر، ولن يطاله تآمر ولا عدوان ولا إرهاب، مهما استفحل وأصر على محاولة اغتيال العيد السعيد.
وفي العيد وقفات ومحطات. فالعراق الدامي يعلو فوق جراحه في الكرادة، ليتابع الطريق نحو اجتثاث الوصمة “الداعشية” الحاقدة، آخذا من دماء شهدائه شعلة للانتصار. وفي اليمن، لن يفلح العدوان بكل آلة التدمير والقتل، بمحو معالم الطريق من أمام أطفال لم تغمض جفونهم بانتظار فجر العيد، دون التفات الى غارة أو غزو أو اعتداء. إلى فلسطين التي ما زالت تقاوم الاحتلال بالطعن والدهس، وتصنع حتى من الهواء سلاحا للمقاومة.
أما سوريا فشعبها يحتفل للعام الخامس، وسط كل ضجيج الإرهاب ودعاته، اقليميين ودوليين، ويستبشر في العيد بأن هزيمة الارهاب لا بد آتية، وتحدوه مقاومة شعارها صيانة الأمان لوطن لبناني يحوطه المجاهدون بكل غال، فيما تعشش فيه الأزمات، حتى لا يكاد يطوي أزمة فتباغته أخرى.
وأبعد من منطقتنا، إلى بريطانيا مرة أخرى، فبعد خروجها من عضوية الاتحاد الأوروبي، ها هي تعيد فتح بعض من دفاتر حكامها، والعنوان: الحرب على العراق، ربما لكشف شيء مما ارتكبه رئيس الوزراء آنذاك طوني بلير ومن كان معه، بقيادة أميركية، بحق شعب العراق.