لم ينجل غبار معركة حلب بعد. ولن يحسم التهويل والتهليل، نزالا يبدو ان مساره على المسلحين طويل.
علق التكفيريون عند ما سموه نصرا، بتحقيق خرق عسكري على طريق الراموسة، بعد سبع هجمات أو يزيد. ضخموا انجازهم إلى حد لم يستطيعوا تمريره عبر الشريان الصغير الذي فتحوه. عبر بعضهم الطريق، فسموه كسرا للطوق المفروض عليهم، وعندما أرادوا معاودة الكرة، لاقتهم نيران الجيش السوري وطائراته. فبكروا وجوقاتهم الاعلامية ومحركاتهم الاقليمية والدولية، رسم الصورة على قياس الأمنيات وليس الوقائع. وإذا ما جمعوا أسماء قتلاهم الموزعة على تنسيقياتهم، وانتشلوا جثثهم من تحت أنقاضهم، لعرفوا حقيقة أوهامهم.
أعاد الجيش السوري وحلفاؤه بعض تموضعاتهم، جنبوا قواتهم الاستنزاف بالعديد والعتاد، كبدوا المسلحين مئات القتلى والمفقودين، وظل الجيش محتفظا بالسيطرة النارية على الطوق الاستراتيجي الذي يحاصر المسلحين ورعاتهم الاقليميين.
انتهت جولة على قياس جوقاتهم الاعلامية، وما انتهت المعركة بأبعادها الاستراتيجية. حتى ان ما سموه نصرا لن يطول، والساعات المقبلة كفيلة بتوضيح مسار الأمور.