الضربة على سوريا يمكن أن تكون قريبة جدا، ويمكن أن تكون غير قريبة أبدا.. بهذا الضياع غرد دونالد ترامب مجددا، واضعا على مقياسه الزئبقي خيارات الليل التي يمحوها النهار..
فاول ما اصابت صواريخه التي توعد بها ووصفها بالجميلة والذكية، ادارته التائهة، الباحثة عن سلم ينزل رئيسها عن اعلى شجرة مزروعة على كتف واد سياسي وعسكري سحيق..
فباتت واشنطن اليوم تتطلع لتجنب اي تصعيد قد يخرج عن السيطرة بحسب وزير حربه جيم ماتيس، الذي اضاف ان بلاده ملتزمة انهاء الحرب الاهلية في سوريا عن طريق عملية جنيف.. فماذا عن عملية الجنون التي بدأها ترامب وهلل لها الاسرائيلي وسوق لها السعودي؟ هل تمكن الاميركيون من تطويق جموح رئيسهم، فبدأوا ترتيب الامور لاخراج ضربة محدودة تحفظ بعض ماء وجههم، ولا تنزلق بهم الى ما لا تحمد عقباه؟
اجتماع القيادة الاميركية لتقييم الوضع في سوريا سيعقد اليوم، اما القرار فحبيس ترتيب امور كثيرة بينها، البحث عن دليل لتورط الجيش السوري بالقصف الكيميائي على دوما كما قال ماتيس نفسه.. اذا هي حرب افتراضية بلا دليل الى الآن، والدليل الوحيد قاله لهم اصحاب الخوذ البيضاء..
في لبنان اصحاب السماء الزرقاء الذين ضيقوها الى خرزة زرقاء، ومعهم بعض من سموا انفسهم بالوطنيين الذين صار بدهم سيادة، نأوا بانفسهم عن السيادة الوطنية، وسكتوا عن سمائهم المستباحة من العدو الاسرائيلي، ليتحدثوا اليوم عن نظرية النأي بالنفس، التي رد عليها رئيس الجمهورية من مجلس الوزراء بموقف رسمي واضح يعتبر أن تحليق لطيران الاسرائيلي في الأجواء اللبنانية هو اعتداء على سيادتنا لن نقبل به..
وما لا نقبل به ان تستخدم اجواؤنا لضرب سوريا او اي دولة عربية شقيقة قال الرئيس نبيه بري، فاستخدام مجالنا الجوي انتهاك صارخ لسيادتنا أكد الرئيس بري ووافقه النائب وليد جنبلاط..
ووسط كل هذه الاجواء تحررت دوما من الارهاب، ورفع العلم السوري داخل احيائها، اعلانا بانكسار احدى اقوى شوكات التكفيريين في سوريا..