الأزمة الحكومية كبرت في لبنان، يؤكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، مستحضرا قصة سليمان الحكيم وأم الصبي.
صحيح أن الأزمة كبرت، لأن البعض يصر على تكبير حجمه، ويريد احتكار تمثيل طائفته، ويرفض الاحتكام لما أفرزته صناديق الاقتراع. مصادر تيار “المستقبل” تؤكد ل”المنار” أنه من غير الوارد إعطاء الرئيس المكلف سعد الحريري موعدا لنواب “اللقاء التشاوري”، فلا داعي للقاء من أجل اللقاء، تقول هذه المصادر. أما الحكمة المأثورة فتقول: رحم الله من عرف قدره فوقف عنده.
ويبدو أن الأزمة كبرت أو كبرت، ليس في لبنان فحسب مع غياب الحكماء عن سدة الحكم، فالرئيس الأميركي دونالد ترامب مستعد لادخال العالم في أزمات كرمى لكرسي محمد بن سلمان، أو بالأحرى كرمى لمليارات ولي العهد السعودي، فتصبح سياسة المنشار أو التذويب للتخلص من المعارضين مجرد تفصيل.
وعلى ذكر المليارات، موقف لافت أطلقه رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية الشيخ حسن روحاني، أمام مؤتمر الوحدة الاسلامية في طهران، متوجها إلى أهل الجزيرة العربية: مستعدون للدفاع عنكم بالمجان، ووفروا على جيوبكم أربعمئة وخمسين مليار دولار دفعت لأميركا مقابل الحماية. فجوهر الصراع مع الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة هو الخلاف حول الحرية والعبودية، يقول الرئيس الايراني.
حرية ينشدها أهل البحرين، وعبودية يصر عليها ملكها. انتخابات تشريعية وبلدية دعت إليها السلطات اليوم قاطعها الشعب، ولم تسجل صناديق الاقتراع إلا جماعات تهرول وراء امتيازات وجنسيات لا تنال إلا بحظوة خليفة. فمن يا ترى سيكون أول المهنئين في القصر الملكي؟، ربما رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو الذي قال مكتبه ان وجهته القادمة ستكون المنامة بعد عمان وغيرها من الدول العربية والخليجية.
وعود على بدء، فأم الصبي الحقيقية تبقى الشعوب العربية والاسلامية الصادقة التي لن تقبل التطبيع ولا تقسيم طفلها المدلل فلسطين.