ألا وان المحظور قد وقع باخفاق رسمي وشعبي في مواجهة كورونا. لا داع لاستحضار النموذج الايطالي، فالمشهد على ابواب المستشفيات ينبئ بالنموذج الاسوأ، لا اسرة بانتظار شفاء مرضى أو وفاة شاغليها، وذو حظوة من يجد مكانا في قسم الطوارىء لا في وحدة العناية المركزة. وحتى لا نتحول دولة فاشلة بامتياز على المستويين الرسمي والشعبي كان النداء الاخير. دعوة من الرئيس عون لاعلان حالة طوارىء صحية لمواجهة تمدد كورونا، ورئيس الحكومة حسان دياب يتحدث عن واقع صحي مخيف بعدما افلت الوباء من السيطرة بسبب طرفي الازمة: عناد الناس، وتهاون في فرض تطبيق القانون.
فكان لا بد من ادخال الجيش على الخط بعد فشل الاجهزة المعنية في الاغلاقات السابقة. فهل ستنجح المؤسسة العسكرية في مهمتها، بين قطاع صحي ومستشفيات ترفع الصوت عاليا لانقاذ ما تبقى قبل الانهيار وبين قطاعات اقتصادية لا تنفك تصرخ من تداعيات أزمة تكاد تقضي على ما تبقى من بنيان اقتصادي، وبين مواطنين تطبعوا على الاخلال بالنظام العام.
والى ان تبدأ الصرامة في تطبيق الاجراءات كان اللافت تهافت الناس على كورونا، فطوابير طويلة على شراء المواد الغذائية لم تراع ادنى الشروط الصحية، مع العلم أن نقابة المستوردين طمأنت أن المخزون يكفي لشهرين، ولا داع للهلع، عبارة ربما تليق فقط بسكان مدينة ووهان الصينية، البؤرة الاولى لانتشار الفيروس قبل نحو عام، المدينة احتفلت بذكرى مرور سنة والحياة تعود الى طبيعتها بفعل وعي شعبي وتشدد في فرض الاغلاق.