الضياع والتخبط وفقدان التوازن الكامل، هو الذي يحكم المشهد السياسي لمملكة الخير وجماعتها من الرياض الى بيروت.
حسابات خاطئة ورهانات فاشلة، معطوفة على عناد المبتدئين ومراهقي السياسة، بحيث لا يعرف المتابع علام يبني هؤلاء قراراتهم وسياساتهم إن وجدت.
قديما، قالت الحكمة: إذا وجدت نفسك في حفرة فالقاعدة الأولى أن توقف الحفر حتى لا تقع عميقا فيها. ويبدو أن هؤلاء يطبقون هذه القاعدة عكسيا بتدارك عداد خساراتهم من اليمن إلى العراق وصولا إلى سوريا، عبر مراكمة المزيد من الخسارات.
وكذا حال جماعتهم في لبنان. مشكلة هؤلاء أنهم مكشوفون بالكامل أمام كل اللبنانيين الذين ملوا حد السآمة والضجر، معزوفة الضياع والفشل التي أتقنها هؤلاء بتفنن كامل، ودأبوا على تحميل الآخرين مسؤولية فشلهم في إدارة البلاد وخدمة العباد.
ويبقى السؤال: ماذا يجري في كواليس وسراديق مملكة الخير؟، وماذا يجري لجماعتها في لبنان؟، ما الذي تحاول السعودية فعله في لبنان وخدمة لمن: للبلد، لأهل البلد، لجماعة معينة في البلد؟، وكيف يستقيم ذلك منطقيا؟.
لنأخذ الإحتمال الأخير، أي إن مملكة الخير تريد دعم جماعتها في لبنان، فهل الغاء ما سمي هبة المليارات الثلاثة يقوي فريق السعودية في لبنان، أم يزيده ضعفا ووهنا وفشلأ؟. ولنكمل الحسبة قليلا هنا، بوجه من ولمصلحة من تقدم الإستقالات؟، فهل أصبح البلد وأهله ميدانا لتصفية الحسابات الداخلية وتنفيس الإحتقانات والتشنجات المناطقية، من خلال توزيع جرعات التوتير والتهويل في الطرقات وعلى المنابر؟.
لهؤلاء نقول : كفاكم ابتزازات سياسية، أوقفوا حملات التهويل المبرمجة لأن ذلك لن يفيدكم في شيء، وعودوا إلى الإحتكام للغة المؤسسات ومنطق الدولة وسياساتها التي طالما أرهقتم الجميع بأسطوانة التغني بالعبور إليها، فإذا أنتم أول الخارجين منها وعليها.