ما أكبر المسافة بين الامس واليوم، فمن غزارة التصريحات الى صمت مدو، وكأن القوم قد ابتلعوا ألسنتهم، وحط الطير على رؤوسهم. فلربما اخذ قادة الصهاينة على حين غرة بتصريحات لم يعهدوها من قبل، بكلام الواثق المبتسم يؤكد الامين العام ل”حزب الله” السيد نصرالله: “حزب الله” بات أقوى من الجيش الاسرائيلي.
ولئن اختار قادة الاحتلال الاحتجاب عن وسائل الاعلام، فإن سيلا من تعليقات المستوطنين انصب على رؤوسهم. فالسيد محق في توصيفه، انه انسان ذكي، وكل كلمة يقولها لها قيمة، مستحضرين لغة الارانب بحق قادتهم، فهم يخافون من ظلهم، جبناء، مترددون، عجزوا عن مواجهة طائرات ورقية على حدود قطاع غزة، فكيف سيواجهون “حزب الله”، ما يرعبنا هو أن نصر الله يقول الحقيقة خلافا للكثير من قادة المنطقة بمن فيهم قادتنا، هي بعض من تعليقات المستوطنين على كلام السيد الذي كان يحدث بنعمة ربه في ذكرى انتصار تموز. نعمة الانتصارات الملازمة لمقاومة آمنت بربها وقضيتها منذ نعومة أظفارها الى ان اشتد عودها وبأسها وعلى وشك أن تعلن عن جديدها: انتصار مدو على الارهاب.
الارهاب الذي لم يرحم الطفولة من ضحيان اليمنية الى الضاحية الجنوبية، رقت له دموع منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن وهي تجول على ضحايا مجزرة الطفولة في صنعاء، أحست بآلام الاجساد الطرية الذين استهدفوا اليوم ايضا بمكان آخر في العالم. اكثر من خمسين شهيدا وعشرات الجرحى من الطلاب استشهدوا في افغانستان. انتحاري يفجر نفسه داخل مركز تعليمي في منطقة غالبية سكانها من المسلمين الشيعة. وفيما لم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن الاعتداء، فان البصمات تدل على آياد آثمة وتعاليم ظلامية معروفة المنشأ والمصدر.