Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “المنار” المسائية ليوم الأربعاء في 22/8/2018

كل عام وأنتم بخير. يحل عيد الأضحى هذا العام على أمة اعتادت تقديم التضحيات العظيمة لتحفظ وحدتها وتاريخها ومستقبلها. وكما في كل مناسبة جامعة للمسلمين، فلسطين تؤكد ان القدس لن تكون ضحية السمسرات والصفقات. قد يتمادى دونالد ترامب في محاولة سلخ هويتها ومحوريتها، ولكنه لن يضمن تطبيق صفقة القرن، فيتبع أسلوب البيع بالمفرق، ويحاول خداع أبناء القضية عبر مطالبته تل أبيب بدفع أثمان باهظة مقابل إخراجه القدس من جدول أي تسوية مقبلة.

في لبنان مواسم التضحية حاضرة في عيدي الانتصار والتحرير الثاني وما قدمته الثلاثية الماسية من موجبات النصر على الإرهابين الصهيوني والتكفيري. اللبنانيون اليوم يهنأون بعطلة العيد بفضل ما سطره الجيش والمقاومة فوق الجرود وفي الداخل، ولكن يبقى ما ينغص عيدهم ضيق الجيب وغياب الاستقرار السياسي الذي ان طال فإنه حمال تداعيات غير مرغوب بها.

قبل العيد لم يصدر عن الرئيس المكلف تشكيل الحكومة ما يشي بانطلاقة سياسية مرنة في هذا الملف بعد الاضحى، ليبقى شهر ايلول سقفا وضعه رئيس الجمهورية لإتمام التأليف في ظل ما تلمح اليه مصادر “التيار الوطني الحر” حول خيارات وحلول بديلة دستورية- سياسية، لإحداث خرق في جدار الجمود الحكومي.

على خط بيروت- دمشق، حراك لم يعلن ولم ينف رسميا، اتصال بين الرئيسين ميشال عون وبشار الأسد وضعته مصادر “التيار الوطني الحر” في دائرة الضرورة الحالية، والتواصل الطبيعي الذي لم ينقطع في الفترة السابقة. اتصال يبنى عليه الكثير، خصوصا في الملفات المشتركة، ومنها عودة اللاجئين والتعاون المتبادل. فهل يخرج هذا الاتصال المحرجين من عدم القدرة على الإفلات من العلاقة مع سوريا، ويسرع تشكيل الحكومة؟

في الميداني السوري، الحل العسكري مع بقايا الإرهاب في إدلب بات اتجاها بحكم المحسوم، وحين يشهر جون بولتون ذريعة الكيمياوي لحماية الإرهابيين هناك، فإن ذلك يعني لدمشق ان إنهاء ملف إدلب أصبح ضروريا أكثر من أي وقت مضى على غرار الحسم في الغوطة الشرقية وغيرها.