اختنق البلد وبدأ يفقد كل شيء – حتى اوكسيجين المستشفيات، وان استمرت الامور على ما هي عليه فالوجهة الى الكوما الشاملة ، والمسبب الاساس : الهبوط الحاد بالضغط الوطني، والغياب عن الوعي السياسي ..
ازمة اوكسيجين بدأها ارتفاع الدولار وزادها المنخفض الجوي الذي اعاق الامدادات، فمدت سوريا وكعادتها شريانا من الاوكسيجين للانقاذ، ليتنفس القطاع الطبي الصعداء.. فعاد وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن من دمشق بعشرات الاطنان من الاوكسيجين العاجل بتوصية من الرئيس بشار الاسد.
في عاجل حكومة تصريف الاعمال أن التفعيل في عهدة مجلس النواب، هذا ما توصل اليه الرئيس حسان دياب الذي زان بميزان السياسة والدستور لا بمكيال الازمة الاقتصادية ووجع الناس، فاحال الملف الى مجلس النواب مستفتيا تفعيل حكومته.
اما الفعل الاساس فهو تشكيل حكومة قادرة مكتملة الصلاحية تعمل ليل نهار، لعلها توقف الانهيار وتؤسس لترميم الوطن المشظى بكل القطاعات، لكنها حكومة صعبة المنال على ما يبدو، ان بقي السياسيون على منوالهم في مقاربة التشكيل، وما لقاء الاثنين سوى خير دليل.
المطلوب اذا حكومة تمثل البديل الوطني عن الفوضى التي تهدد الجميع بحسب كتلة الوفاء للمقاومة، التي دعت الى اعتماد الاصول والواقعية في مقاربة اي شأن من شؤون الحكم، والاسراع في تشكيل حكومة توفر على لبنان الكثير من الخسائر التي يمكن ان تفرض عليه في ظل غياب حكومة قادرة على الدفاع عن حقوقه ومصالحه..
ووسط غياب تام لاحساس المعنيين بالفقراء، واصل سعر ربطة الخبز الارتفاع برعاية رسمية من وزير الاقتصاد، بحجة السعر العالمي للقمح والارتفاع المحلي للدولار، ولا من يسمع ارتفاع اصوات الموجوعين – لا من السياسيين ولا الاقتصاديين..
في فلسطين المحتلة ارتفعت اصوات الصهاينة مجددا خشية من الازمة السياسية الحادة التي لم تنقذهم منها انتخابات رابعة، ووفق نتائج انتخابات الامس فان الكيان العبري امام ازمة حكم مستمرة، والوجهة على ما يبدو نحو انتخابات خامسة..