في عطلة عيد الفصح لا تتعطل الآمال بان يخرج البلد من الاقفال السياسي والحكومي المطبق على انفاس الناس بكل اشكال الازمات والمعاناة. وفي وقت لم تلتق الاشارات والاتصالات على نقطة تحول في مسار التأليف، في ظل تكاثر الملاحظات الخارجية فوق ازمتنا، اختصر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وصف المشهد من بكركي: الحلحلة تواجه عقدا متوالدة، والخروج من النفق الاسود يكون بعد عودة الرئيس المكلف سعد الحريري من سفره، واي تفاؤل يمكن ان يحمله الاسبوع المقبل معلق ايضا على عودة الرئيس المكلف.
وعليه، هل لا يزال مسار التأليف مقفلا الى هذ الحد؟ وهل الامتعاض الرئاسي من الغياب المتكرر للحريري مؤشر على تعمق جديد في الازمة الحكومية؟ وما هو مصير الاشارات الايجابية القليلة التي احتلت المتابعات الاسبوع الفائت؟
في المتفق عليه، ان اقفال الطريق على الحلول الوطنية الجامعة يبقى مرفوضا بكل المعايير، فيما الاقفال العام لغايات صحية مطلوب بإلحاح. ولثلاثة ايام يقفل البلد في عطلة عيد الفصح مع حظر للتجوال في فرصة جديدة للسيطرة على جائحة كورونا، ولكن هذه الفرصة تبقى محاطة بكباش شرس بين عدم الالتزام بالاجراءات، وحملة التلقيح. فلماذا لا يفسح المخالفون المجال لهذه الفرص بالنجاح كي نصل الى بر الامان الصحي، وبدلا من الالتزام- ولو بالحد الادنى من الاجراءات- يصرون على المخالفة؟
معيشيا، يتواصل مسلسل اللااستقرار النقدي المرتبط بالدولار الاسود وذلك المدعوم وسط كثرة التصريحات الرسمية والمصرفية بان مخزون الاحتياط الى النفاد، فيما لم يعد خافيا ان كل ثبات لسعر الصرف في السوق السوداء لا يمثل القيمة الحقيقية للصرف ولا يمكن ان يسقط حجم السعر السياسي الذي ظهر بالدليل القاطع خلال قفزة الخمسة عشر الف ليرة في الاسبوعين الفائتين.