بعد طول انقطاع عادت المياه السياسية الى مجاريها، والنبع من عين التينة، وعليه كانت الاعين مصوبةً حيث اللقاء الذي جمع رئيس مجلس النواب نبيه بري بالرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري.
اللقاء بحد ذاته خطوة في الاتجاه الصحيح، وما تم نقاشه هو مسار تشكيل الحكومة والمراحل التي قطعتها، وقد كانت الاجواء ايجابيةً بحسب البيان الرسمي للقاء. والايجابية ان النقاش الجدي قد عاد، وانه مفتوح لمزيد من الوقت حيث ان لقاء الساعتين بقي مشرعا للبحث عن حلول، وانه قارب النقاط الحساسة العالقة، ومنها تسمية الوزيرين المسيحيين بحسب مصادر متابعة للقاء.
وباسم تقريب وجهات النظر سيواصل الرئيس نبيه بري النظر بكل الاتجاهات والتواصل مع جميع الاطراف المعنية بالتشكيل، على ان البحث سيكون متفاعلاً – ويؤمل أن يكون فعالاً – في الايام المقبلة لبلورة صورة واضحة للتشكيلة الحكومية المرجوة..
برجاء الحل يقف اللبنانيون امام محطات البانزين، ويبحثون بين المتاجر والمحال عن سلعهم اليومية التي قالت دراسة اجراها البنك الدولي انها السلع الاغلى في الشرق الاوسط، ولا شيء يتوسط للفقير لدى المافيات المستحكمة في الكثير من القطاعات، مع غياب الدولة او عجزها عن ايجاد ما امكن من حلول للتخفيف من حدة الازمة بعد التسليم بصعوبة حلها..
في فلسطين المحتلة الكيان العبري المصاب ما زال على حاله الصعبة، وهو في اسوأ ضعف داخلي وتضارب سياسي كما قال وزير حربه بيني غانتس، وهو ينظر الى رئيس وزرائهم بنيامين نتنياهو الذي يصارع من اجل البقاء مستخدماً كل انواع القصف السياسي على حلفائه وخصومه، وهو يتخبط باللعنة التي تصيب كيانه ، فيما اختار بعض المطبعين ان يستجدوا بركات حاخامات الكيان، الذين خابوا وكل اساطيرهم وشعوذاتهم برفع معنويات مستوطنيهم بل حتى قادتهم السياسيين والعسكريين..