لا يزال لبنان مطلا على فرص النجاة، رغم قساوة الجريمة الاقتصادية التي ترتكب بحقه. ولا يزال بلدنا قادرا على الاستفادة مما يقدمه الأصدقاء بشرط عدم وضع الشروط ورفع المعوقات، وأن تصفى النوايا كي تأتي الحلول وتذلل الأزمات.
غاية الكلام، الإشارة الى أهمية ما يحمله وفد روسي يحط فجر غد الإثنين في بيروت، محملا بالعروض الاستثمارية التي تدر بالنفع على بلدنا كهربائيا ونفطيا. وبحسب معلومات “المنار” فإن الوفد سيلتقي وزيري الاشغال والطاقة في حكومة تصريف الأعمال، مقدما مشروعا لإعادة إعمار مرفأ بيروت، ومشاريع اخرى لإعادة تشغيل مصفاة الزهراني في الجنوب ومصفاة البداوي في الشمال لتكرير النفط الخام، وبالتالي كفاية لبنان حاجته من المحروقات وأكثر..
في حريق الأسعار الذي يلهب ما تبقى للبنانيين في جيوبهم، يصعب وصف شراسة المحتكرين المتنافسين مع الناهبين على التفنن بسرقة المواطن من دون حسيب ولا رقيب، لتحقيق أرباح طائلة في المواد الاستهلاكية على أنواعها، وفي البنزين الذي منعه تجار الأزمات اليوم بشكل شبه كلي عن المواطن للضغط من أجل اصدار جدول الاسعار الجديدة، فاقفل بعض المحطات على مخزون وافر للاحتكار، ومحطات اخرى فرغت من بنزينها فرفعت خراطيمها، ما جعل المواطن حائرا، أسير بائعي الغالونات المخزنة في السوق السوداء وبأسعار خيالية وجائرة..
وإذ يوضع لبنان تحت مقصلة المجهول والفوضى السياسية والمالية، فإن المنطقة تشهد ترتيبات تدريجية جراء انكفاء اليد الأميركية باتجاه الملفين الصيني والروسي، مقابل انكشاف حجم الحاجة الى التعاون لتخطي الأزمات الحالية والمستقبلية، وهو ما قامت عليه اليوم القمة العراقية المصرية الاردنية في بغداد.
أما في اليمن، فالوصف يأتي مختلفا، وهذا البلد المحاصر بالنار والحديد يواصل الابداع في تقديم شجاعة أبنائه على الجبهات مع العدوان، حيث يكون الرجل منهم بألف رجل، والزند بألف مثله كما أثبتت المشاهد التي بثها اليوم الاعلام الحربي اليمني لعملية تحرير سلسلة جبال الدحيضة في الجوف.