وعاد تموز، وفي مخزون عزه مشاهد لا تنضب، وفي وعده الصادق الف رسالة ورسالة رسمها المقاومون على جبين الامة والوطن نصرا الهيا، رسائل كشف بعضها، وفيضها ما زال ضمن اسرار تؤرق المحتل وتصيب بارتداداتها الكيان المتصدع.
وعاد تموز ومعه ذكرى وعبرة من زرع الامل الذي بدأ بعملية بطولية اكدت اننا قوم لا نترك اسرانا في السجون والمعتقلات، وما انتهت الا بكشف مؤامرة كونية على لبنان واهله ومقاومته، انهاها لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته، وخلد في سجل التاريخ اننا قوم لا ُنكسر.
على ضفاف تموز اليوم حرب ممتدة لسنوات بسلاح تدميري آخر، بعدما افقدت المقاومة بقوة ردعها اسلحة التدمير الصهيونية كل فعاليتها، عادوا بحرب الحصار والدولار، هم انفسهم غربا وعربا ومتآمرين، ومنصاتهم محتكرون وتجار وسياسيون ومتحكمون بامر المال والاقتصاد، يحاولون اسر شعب باسره ورميه في غيابة الجوع والانكسار، ويستخدمون ما امكن من حقد وتدمير، ولن يظفروا وان كانت التضحيات جساما وتجرع الصبر هو العنوان.
بعد خمسة عشر عاما على عملية الوعد الصادق التي تمكن خلالها مجاهدو المقاومة الاسلامية من اسر جنديين صهيونيين في خلة وردة قرب عيتا الشعب، تعود المنار الى الارشيف الجميل للاعلام الحربي في المقاومة الذي يعرض للمرة الاولى، ويكمل بعض المشاهد لمجاهدين مطمئنين، مؤمنين بالله وبقدرتهم على صنع الانتصارات، يقتحمون ولا يعودون من النزال الا ظافرين منتصرين، يسيرون بكل ثبات ويكبرون أن حي على النصر بعد الجهاد.
مشاهد تعرض للمرة الاولى، لها المقدمة لكل الاخبار، ومعها البدايات والنهايات التي لن ترسم الا على قياسها في كل النزالات، وان كلفت المقاومة واهلها ووطنها الصبر الجميل وبعض التضحيات.