تغلبت على الدولار المتفلت من كل عقال، واطاح جدول اسعارها بكل جداول الحسابات… انها صفيحة البنزين – لغز اللبنانيين الذين يعيشون على وقع خطاها، بعد ان تمكن المازوت الايراني بشكل لافت من اطفاء حريق مازوت الشركات المحتكرة ..
في بلد كل معايير المنطق فيه محتقرة – قررت وزارة الطاقة ان تصدر جدولا جديدا لاسعار المحروقات في منتصف النهار، رافعة سعر صفيحة البنزين الى المئتين وتسعة آلاف وثلاث مئة ليرة، باحتساب اربعة عشر الف ليرة لبنانية لكل دولار اميركي – حتى الآن، فانتهى الدعم او يكاد وحقق الحاكم بامر المال وشركاه من شركات الاحتكار ما يريدونه، فارضين على الدولة وشعبها الامر الواقع ..
وعلى وقع فوضى البنزين كانت فوضى الدولار الذي تسلق سلم الارتفاع بشكل ملحوظ تحت اعين الحكومة الجديدة، مخترقا كل سحب الآمال التي توقعها المواطنون، والمفترض ان تكون اقرب الى الواقع مع المسار الحكومي الجديد ..
فاثبتت الدولة العميقة من المؤسسات والشركات الرسمية والخاصة الاقتصادية والسياسية والمالية والنفطية وغيرها ان لها الكلمة الفصل ..
في فصول السياسة رئيس الحكومة الى باريس بحثا عن موعد القطاف بعد ربيع الوعود الطويل، ورئيس الجمهورية يدخل على خط الكهرباء المفقودة واعدا بمعالجة ازمتها، مع الوعد بالتدقيق الجنائي والتفاوض مع صندوق النقد الدولي واعادة اعمار مرفأ بيروت..
ومنعا لاغراق قضية المرفأ ودماء شهدائه في بحر السياسة وامواجه المتلاطمة، كانت دعوى الوزير السابق يوسف فينيانوس امام النيابة العامة التمييزية، طالبا نقل دعوى تحقيقات المرفأ من امام المحقق العدلي طارق البيطار إلى قاض آخر، للارتياب المشروع .. فالسلوك الشاذ والاجتهادات والانتقائية والكيل بمكيالين لا تغير الحقائق بحسب فنيانوس ..
وبحسب الاخبار القادمة من نيويورك، فان اجتماعا جمع وزراء خارجية ومسؤولين كبارا من ايران والعراق وتركيا والسعودية والكويت ومصر والاردن وقطر وفرنسا، ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي، والأمين العام للجامعة العربية ، والأمين العام لمنظمة التعاون الاسلامي، استكمالا لقمة بغداد الاخيرة.
لقاء يكفي تعداد حاضريه لمعرفة أهميته في مستجدات العلاقات الدولية.